موسوعة الأخلاق والسلوك

 رابعًا: آثارُ الظُّلمِ


1- الظَّالمُ مَصروفٌ عن الهدايةِ:
 قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51] .
 2- الظَّالمُ لا يُفلِحُ أبَدًا:
قال تعالى: إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 21] .
 3- الظَّالمُ عليه اللَّعنةُ مِن اللهِ:
يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر: 52] .
 4- الظَّالمُ يُحرَمُ مِن الشَّفاعةِ:
 قال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18] .
 5- تُصيبُه دَعوةُ المَظلومِ ولا تُخطِئُه:
قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((واتَّقِ دَعوةَ المَظلومِ؛ فإنَّه ليس بَينَها وبَينَ الله حِجابٌ)) [4577] رواه مسلم (19) من حديثِ معاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنه. ورواه البخاري (1496)، ومسلم (19) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
 6- بالظُّلمِ يرتَفِعُ الأمنُ:
 قال اللهُ تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82] . عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((لمَّا نَزَلت هذه الآيةُ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ... [الأنعام: 82] شَقَّ ذلك على أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقالوا: أيُّنا لم يَظلِمْ نَفسَه؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ليس كما تَظُنُّونَ، إنَّما هو كما قال لُقمانُ لابنِه: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) [4578] رواه البخاري (6937) واللفظ له، ومسلم (124). .
7- الظُّلمُ سَبَبٌ للبَلاءِ والعِقابِ:
 قال تعالى: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمةٌ فَهِيَ خَاوِيةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [الحج: 45] ، وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102] ، وقال سُبحانَه: وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا [الكهف: 59] .
 8- الظُّلمُ سَبَبٌ للخَرابِ؛ قال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [النمل: 50 - 52] . وفي هذا دَليلٌ على أنَّ الظُّلمَ يورِثُ أهلَه الهَلاكَ، ويُعقِبُ ديارَهم الخَرابَ؛ فاللهُ تعالى لمَّا خَصَّ عَمَلَهم بوصفِ الظُّلمِ مِن بَينِ عِدَّةِ أحوالٍ يشتَمِلُ عليها كُفرُهم،  كالفسادِ، كان ذلك إشارةً إلى أنَّ للظُّلمِ أثَرًا في خَرابِ بلادِهم [4579] يُنظَر: ((النكت الدالة على البيان)) للقصاب (3/ 552)، ((روح المعاني)) للألوسي (10/ 209)، ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (19/ 285، 286). .
ويُروى أنَّ رَجُلًا مِن أهلِ الكِتابِ قال لابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: إنَّ في التَّوراةِ: مَن يظلِمْ يخرَبْ بَيتَه، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: (وهذا في القُرآنِ؛ قال الله تعالى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [النمل: 52 - 53] [4580] ((سنن الصالحين)) للباجي (ص: 577). ويُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 144)، ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (5/ 223). .
وقال ابنُ خَلدونَ: (الظُّلمُ مُؤذِنٌ بخَرابِ العُمرانِ) [4581] ((المقدمة)) (2/697). .
9- الظُّلمُ عاقِبَتُه النَّارُ:
 عن خَولةَ الأنصاريَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ رِجالًا يتَخوَّضونَ في مالِ اللهِ بغَيرِ حَقٍّ، فلهم النَّارُ يومَ القيامةِ)) [4582] رواه البخاري (3118). ، قال ابنُ حَجَرٍ: (قَولُه: يتَخوَّضونَ - بالمُعجَمَتينِ- في مالِ اللهِ بغَيرِ حَقٍّ، أي: يتَصَرَّفونَ في مالِ المُسلمينَ بالباطِلِ) [4583] ((فتح الباري)) (6/219). .
10- الظُّلمُ يُؤَدِّي إلى العَداوةِ والبَغضاءِ.
11 - الظُّلمُ يتَسَبَّبُ في عَدَمِ انتِظامِ مَصالحِ الخَلقِ.

انظر أيضا: