موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ


- قال مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (إنِّي لأستَحي أن أظلِمَ مَن لا يجِدُ عليَّ ناصِرًا إلَّا اللهَ) [4558] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/30). .
- وقال رَجُلٌ عِندَ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّ الظَّالمَ لا يَظلِمُ إلَّا نَفسَه، فقال أبو هرَيرةَ: (كذَبتَ، والذي نَفسُ أبي هرَيرةَ بيدِه، إنَّ الحُبارى [4559] الحُبارى: طائرٌ معروفٌ، وهو على شَكلِ الإوَّزةِ، برأسِه وبطنِه غبرةٌ، ولونُ ظَهرِه وجناحيه كلَونِ السُّمانى غالبًا. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/118). لتموتُ في وَكرِها مِن ظُلمِ الظَّالمِ!) [4560] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((العقوبات)) (269) واللفظ له، والطبري في ((تفسيره)) (17/231). .
- وعن عَبدِ اللهِ بنِ سَلمةَ قال: (قال رَجُلٌ لمُعاذٍ: علِّمْني، قال: وهَل أنتَ مُطيعي؟ قال: إنِّي على طاعَتِك لحَريصٌ، قال: صُمْ وأفطِرْ، وصَلِّ ونَمْ، واكتَسِبْ ولا تَأثمْ، ولا تَموتَنَّ إلَّا وأنتَ مُسلمٌ، وإيَّاك ودَعوةَ المَظلومِ) [4561] أخرجه عبد اللهِ بن أحمد في زوائد ((الزهد)) (1010)، ومن طريقه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 233). .
- (وكتَبَ إلى عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ رَحِمَه اللهُ بَعضُ عُمَّالِه يستَأذِنُه في تَحصينِ مَدينَتِه. فكتَبَ إليه: حَصِّنْها بالعَدلِ، ونَقِّ طُرُقَها مِن الظُّلمِ) [4562] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2287)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/305)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (45/202). .
- و(كتَبَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ إلى بَعضِ عُمَّالِه: أمَّا بَعدُ، فإذا دَعَتك قُدرَتُك على النَّاسِ إلى ظُلمِهم، فاذكُر قُدرةَ اللهِ تعالى عليك، ونَفادَ ما تَأتي إليهم، وبَقاءَ ما يأتونَ إليك) [4563] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (5/ 131). .
- (ودَخَل طاوُسٌ اليمانيُّ على هشامِ بنِ عَبدِ المَلكِ، فقال له: اتَّقِ يومَ الأذانِ، قال هشامٌ: وما يومُ الأذانِ؟! قال: قَولُه تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف: 44] ، فصَعِقَ هشامٌ! فقال طاوُسٌ: هذا ذُلُّ الصِّفةِ، فكيف المُعاينةُ؟) [4564] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124). .
- وقال أبو عُبَيدِ اللهِ الوزيرُ، سَمِعتُ أبا جَعفرٍ أميرَ المُؤمِنينَ المَنصورَ يقولُ لابنِه المَهديِّ أميرِ المُؤمِنينَ: (يا أبا عَبدِ اللهِ، إذا أرَدتَ أمرًا ففَكِّرْ فيه؛ فإنَّ فِكرةَ العاقِلِ مِرآتُه تُريه حَسَنَه وسَيِّئَه، يا أبا عَبدِ اللهِ، الخَليفةُ لا يُصلِحُه إلَّا التَّقوى، والسُّلطانُ لا يُصلِحُه إلَّا الطَّاعةُ، والرَّعيَّةُ لا يُصلِحُها إلَّا العَدلُ، وأعظَمُ النَّاسِ عَفوًا أقدَرُهم على العُقوبةِ، وأنقَصُ النَّاسِ عَقلًا مَن ظَلمَ مَن هو دونَه) [4565] يُنظَر: ((الفاضل)) للمبرد (ص: 88)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 16)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب (11/ 247). .
- (وقال المَهديُّ للرَّبيعِ بنِ أبي الجَهمِ، وهو والي أرضِ فارِسَ: يا رَبيعُ، آثِرِ الحَقَّ، والزَمِ القَصدَ، وابسُطِ العَدلَ، وارفُقْ بالرَّعيَّةِ، واعلَمْ أنَّ أعدَلَ النَّاسِ مَن أنصَفَ مِن نَفسِه، وأظلَمَهم مَن ظَلمَ النَّاسَ لغَيرِه) [4566] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31). .
- وكان شُرَيحٌ القاضي يقولُ: (سَيعلمُ الظَّالمونَ حَقَّ مَن انتَقَصوا، إنَّ الظَّالمَ لينتَظِرُ العِقابَ، والمَظلومُ ينتَظِرُ النَّصرَ والثَّوابَ) [4567] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124). .
- وقال مَيمونُ بنُ مِهرانَ: (إنَّ الرَّجُل يقرَأُ القُرآنَ وهو يلعنُ نَفسَه. قيل له: وكيف يلعنُ نَفسُه؟! قال: يقولُ: أَلَا لَعْنةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [ هود: 18] ، وهو ظالِمٌ!) [4568] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 377). .
- وقال جَعفرُ بنُ يحيى: (الخَراجُ عَمودُ المُلكِ، وما استَغزَرَ [4569] استغزره: طَلَب غزارتَه وكثرتَه. يُنظَر: ((تكملة المعاجم العربية)) (7/404). بمِثل العَدلِ، وما استَنزَرَ [4570] استَنزَر: طلَب القليلَ التَّافِهَ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (14/204). بمِثلِ الظُّلمِ) [4571] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31). .
- وقال مُبارَكٌ أبو حَمَّادٍ: سَمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقرَأُ على عليِّ بنِ الحَسَنِ السُّليميِّ: (يا أخي، لا تَغبِطْ أهلَ الشَّهَواتِ بشَهَواتِهم، ولا ما يتَقَلَّبونَ فيه مِن النِّعمةِ؛ فإنَّ أمامَهم يومًا تَزِلُّ فيه الأقدامُ، وتَرعَدُ فيه الأجسامُ، وتَتَغَيَّرُ فيه الألوانُ، ويطولُ فيه القيامُ، ويشتَدُّ فيه الحِسابُ، وتَتَطايرُ فيه القُلوبُ حتَّى تَبلُغَ الحَناجِرَ، فيا لها مِن نَدامةٍ على ما أصابوا مِن هذه الشَّهَواتِ!... وإيَّاك والظُّلمَ، وأن تَكونَ عَونًا للظَّالمِ، وأن تَصحَبَه أو تُؤاكِلَه أو تَبتَسِمَ في وَجهِه، أو تَنالَ مِنه شَيئًا؛ فتَكونَ عَونًا له، والعَونُ شَريكٌ، لا تَخالفِنَّ أهلَ التَّقوى، ولا تُخادِنْ أهلَ الخَطايا، ولا تُجالِسْ أهلَ المَعاصي، واجتَنِبِ المَحارِمَ كُلَّها، واتَّقِ أهلَها) [4572] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/ 24). .
- وعن سَعيدِ بنِ عَبدِ العَزيزِ قال: (مَن أحسَنَ فلْيَرجُ الثَّوابَ، ومَن أساءَ فلا يستَنكِرِ الجَزاءَ، ومَن أخَذَ عِزًّا بغَيرِ حَقٍّ أورَثَه اللهُ ذُلًّا بحَقٍّ، ومَن جَمَعَ مالًا بظُلمٍ أورَثَه اللهُ فقرًا بغَيرِ ظُلمٍ) [4573] ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 36). .
- (وبَكى عليُّ بنُ الفُضَيلِ يومًا، فقيل له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي على مَن ظَلمَني إذا وقف غَدًا بَينَ يدَيِ اللهِ تعالى ولم تَكُنْ له حُجَّةٌ) [4574] ((سنن الصالحين)) للباجي (ص: 578). .
- وقال أبو الوليدِ الباجيُّ لولدَيه: (... إيَّاكما والظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، والظَّالمُ مَذمومُ الخَلائِقِ، مُبغَضٌ إلى الخَلائِقِ) [4575] ((النصيحة الولدية)) (ص: 30). .
- وقال بَعضُ السَّلَفِ: (لا تَظلمِنَّ الضُّعَفاءَ فتكُنْ مِن شِرارِ الأقوياءِ) [4576] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) للهيتمي (2/ 198). .

انظر أيضا: