موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: صُوَرُ الافتِراءِ والبُهتانِ


للافتِراءِ والبُهتانِ صُوَرٌ عديدةٌ؛ منها:
1- الافتِراءُ على اللهِ سُبحانَه وتعالى:
ومن صُوَرِه:
- التَّشريعُ في دينِ اللهِ من غيرِ مُستنَدٍ شَرعيٍّ:
قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [يونس: 59-60] .
وقال تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [المائدة: 103] .
وقال تعالى: وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [الأنعام: 138] .
وقال: وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ [يونس: 60] .
وقال: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ [يونس: 69] . إلى غيرِ ذلك من الآياتِ.
- الإفتاءُ بغيرِ عِلمٍ:
قال اللهُ تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [النحل: 116] .
- ادِّعاءُ الوَلايةِ والكَرامةِ.
2- الكَذِبُ في الرُّؤيا:
عن ابنِ عُمَرَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مِن أفرى الفِرى أن يُرِيَ عينَيه ما لم تَرَ)) [617] أخرجه البخاري (7043). .
3- الافتِراءُ على الأنبياءِ والرُّسُلِ، ونِسبتُهم للكَذِبِ على اللهِ سُبحانَه:
قال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا [الفَرْقان: 4] .
وقال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ [المُؤمِنون: 38] ، وفي حديثِ واثِلةَ بنِ الأسقَعِ، يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أعظَمِ الفِرى...))، وفيه: ((أو يقولَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما لم يَقُلْ)) [618] أخرجه البخاري (3509) مطوَّلًا. .
4- الافتِراءُ على العُلَماءِ ورَميُهم بالباطِلِ:
قال ابنُ عساكِرَ: (اعلَمْ -يا أخي- وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك لِمَرْضاتِه، وجعَلَنا ممَّن يخشاه ويتَّقِيه حَقَّ تُقاتِه، أنَّ لُحومَ العُلَماءِ -رحمةُ اللهِ عليهم- مسمومةٌ، وعادةَ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُنتَقِصِيهم معلومةٌ؛ لأنَّ الوقيعةَ فيهم بما هم منه بَراءٌ أَمْرُه عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتراءِ مَرْتَعٌ وَخِيمٌ، والاختِلاقَ على من اختاره اللهُ منهم لِنَعْشِ العِلمِ خُلُقٌ ذَميمٌ) [619] ((تبيين كذب المفتري)) (ص: 29). .
5- الافتِراءُ بانتسابِ الرَّجُلِ إلى غيرِ أبيه:
فعن أمِّ المُؤمِنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ أعظَمَ النَّاسِ فِريةً اثنانِ...))، وفيه: ((ورَجُلٌ انتفى من أبيه وزَنَّى أمَّه)) [620] أخرجه ابن ماجه (3761)، والبيهقي (21659) واللفظ لهما، وابن حبان (5785) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (3761)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1646)، وحسَّن إسنادَه ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/555). .
6- هجاءُ وسَبُّ المُؤمِنين الأبرياءِ:
فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ أعظَمَ النَّاسِ فِريةً لرَجُلٌ هاجى رجُلًا؛ فهجا القبيلةَ بأَسْرِها)) [621] أخرجه مطوَّلًا ابن ماجه (3044) واللفظ له، وابن حبان (5785)، والبيهقي (21659). صحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (3761)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1646)، وحسَّن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/555). .

انظر أيضا: