موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الافتِراءِ والبُهتانِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والافتِراءِ والبُهتانِ والمَينِ:
- يشترِكُ الجميعُ في عَدَمِ مطابقةِ الخبَرِ للواقِعِ.
- الكَذِبُ: هو عدَمُ مطابقةِ الخَبَرِ للواقعِ، أو لاعتقادِ المخبَرِ لهما، على خلافٍ في ذلك.
- الكَذِبُ: يكونُ في حَقِّ النَّفسِ، وحَقِّ الغيرِ، والافتِراءُ والبُهتانُ: يكونُ في حَقِّ الغيرِ فقط.
- الكَذِبُ: يَحسُنُ في بعضِ الأحوالِ، كالكَذِبِ في الحَربِ، وإصلاحِ ذاتِ البينِ، وعلى الزَّوجةِ، ولا يحسُنُ الافتِراءُ والبُهتانُ في جميعِ الأحوالِ [582] يُنظر: ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/449)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 154). .
وقال الرَّاغِبُ في الفَرْقِ بَيْنَ الكَذِبِ والافتِراءِ والمَينِ والبُهتانِ: (الكَذِبُ إمَّا أن يكونَ اختراعًا لقِصَّةٍ لا أصلَ لها، أو زيادةً في القِصَّةِ أو نقصانًا يُغَيِّرانِ المعنى، أو تحريفًا بتغييرِ عبارةٍ؛ فما كان اختراعًا يُقالُ له: الافتِراءُ والاختلاقُ، وما كان من زيادةٍ أو نقصانٍ فمَينٌ، وكُلُّ من أورد كَذِبًا في غيرِه فإمَّا أن يقولَه بحَضرةِ المقولِ فيه أو بغيرِ حضرتِه، وأعظَمُ الكَذِبِ ما كان اختراعًا بحَضرةِ المقولِ فيه، وهو المعبَّرُ عنه بالبُهتانِ) [583] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 196). [584] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 196). .
الفَرْقُ بَيْنَ الزُّورِ والبُهتانِ:
الزُّورُ: هو الكَذِبُ الذي قد سُوِّيَ وحُسِّنَ في الظَّاهِرِ؛ ليُحسَبَ أنَّه صِدقٌ.
البُهتانُ: هو مواجهةُ الإنسانِ بما لم يحِبَّه، وقد بَهَته [585] يُنظر: ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/ 47). .
الفَرْق بَيْنَ الغِيبةِ والبُهتانِ:
قال النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيانِ الفَرْقِ بَيْنَ الغِيبةِ وبَينَ البُهتانِ: ((إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتَبْتَه، وإن لم يكُنْ فيه فقد بَهَتَّه)) [586] أخرجه مسلم (2589). .
وقال عبدُ اللَّهِ بنُ مَسعودٍ: (الغِيبةُ: أن تَذكُرَ من أخيك شيئًا تعلَمُه منه، فإذا ذكَرْتَه بما ليس فيه فذلك البُهتانُ) [587] أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (706)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (211)، وأبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (195) واللفظ له. وثَّق رجالَ إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/70). .
وعن قتادةَ قال: (كُنَّا نحَدَّثُ أنَّ الغِيبةَ: أن تذكُرَ أخاك بما يَشينُه ويَعيبُه، وأن تَكذِبَ عليه، فذلك البُهتانُ) [588] أخرجه أبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (244). .
وقيل: الغِيبةُ تكونُ في غَيبتِه، أمَّا البَهتُ فأصلُه أن يُقالَ له الباطِلُ في وَجهِه [589] ((شرح النووي على مسلم)) (16/142). .

انظر أيضا: