موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ [العنكبوت: 68] .
قال ابنُ كثيرٍ: (لا أحَدَ أشَدُّ عُقوبةً ممَّن كذَبَ على اللَّهِ، فقال: إنَّ اللَّهَ أوحى إليه شيئًا، ولم يوحَ إليه شيءٌ، ومَن قال: سأُنزِلُ مِثلَ ما أنزل اللهُ. وهكذا لا أحَدَ أشَدُّ عقوبةً ممَّن كذَّب بالحقِّ لَمَّا جاءه، فالأوَّلُ مُفترٍ، والثَّاني مُكَذِّبٌ؛ ولهذا قال: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ) [590] ((تفسير القرآن العظيم)) (6/295، 296). .
وقال الطَّبَريُّ: (يقولُ تعالى ذِكرُه: ومَن أظلَمُ -أيُّها النَّاسُ- ممَّن اختلق على اللهِ كذِبًا- فقالوا إذا فعَلوا فاحِشةً: وجَدْنا عليها آباءَنا، واللهُ أمَرَنا بها. واللهُ لا يأمُرُ بالفحشاءِ أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ) [591] ((جامع البيان)) (20/62، 63). .
- وقال تعالى فيمن يفتري على الأنبياءِ: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا [الفَرْقان: 4] .
وقال ابنُ كثيرٍ: (يقولُ تعالى مخبِرًا عن سخافةِ عُقولِ الجهَلةِ من الكُفَّارِ، في قولِهم عن القُرآنِ: إنْ هذا إلَّا إفكٌ -أي: كَذِبٌ- افتراه، يعنون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأعانه عليه قومٌ آخَرون، أي: واستعان على جمعِه بقومٍ آخرين. قال اللهُ تعالى: فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا أي: فقد افتَرَوا هم قولًا باطلًا هم يعلمون أنَّه باطِلٌ، ويَعرِفون كَذِبَ أنفُسِهم فيما يَزعُمون) [592] ((تفسير القرآن العظيم)) (6/93، 94). .
 - وقال سُبحانَه فيمن ينقُلُ عن المُؤمِنين والمُؤمِناتِ ما لم يفعلوه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58] .
قال ابنُ كثيرٍ: (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، وهذا هو البَهتُ البَيِّنُ؛ أن يحكيَ أو ينقُلَ عن المُؤمِنين والمُؤمِنات ما لم يفعلوه، على سَبيلِ العَيبِ والتَّنقُّصِ لهم، ومِن أكثَرِ مَن يدخُلُ في هذا الوعيدِ الكَفَرةُ باللهِ ورسولِه، ثمَّ الرَّافضةُ الذين يتنقَّصون الصَّحابةَ ويعيبونهم بما قد برَّأهم اللهُ منه، ويصفونهم بنقيضِ ما أخبرَ اللهُ عنهم) [593] ((تفسير القرآن العظيم)) (6/480). .
وقال الطَّبَريُّ: (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا يقولُ: فقد احتملوا زُورًا وكَذِبًا وفريةً شنيعةً، وبُهْتَانًا: أفحَشَ الكَذِبِ، وَإِثْمًا مُبِينًا يقولُ: وإثمًا يَبينُ لسامِعِه أنَّه إثمٌ وزورٌ) [594] ((جامع البيان)) (20/324). .
- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الممتحنة: 12] .
 قال السَّعديُّ في قولِه تعالى: وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ (البُهتانُ: الافتِراءُ على الغيرِ، أي: لا يفترينَ بكُلِّ حالةٍ، سواءٌ تعلَّقَت بهنَّ وأزواجِهنَّ، أو سواءٌ تعَلَّقَ ذلك بغيرِهم) [595] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 857). .

انظر أيضا: