موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (البُهتانُ: أن تقولَ ما ليس فيه) [607] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (209). .
- وعن مسروقٍ قال: قالت أمُّ المُؤمِنين عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: (ثلاثٌ من تكَلَّم بواحِدةٍ منهنَّ فقد أعظَمَ على اللهِ الفِريةَ. قلتُ: ما هنَّ؟ قالت: من زَعَم أنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى ربَّه فقد أعظَمَ على اللهِ الفِريةَ ... ومَن زَعَم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَتَم شيئًا مِن كتابِ اللهِ، فقد أعظَمَ على اللهِ الفِريةَ... ومن زعم أنَّه يخبِرُ بما يكونُ في غَدٍ، فقد أعظَمَ على اللهِ الفِريةَ...) [608] أخرجه البخاري (4855)، ومسلم (177) واللفظ له. .
- وقال فُضَيلٌ: (في آخِرِ الزَّمانِ قومٌ بهَّاتون عيَّابون، فاحذَروهم؛ فإنَّهم أشرارُ الخَلقِ، ليس في قلوبِهم نورُ الإسلامِ، وهم أشرارٌ، لا يرتَفِعُ لهم إلى اللهِ عَمَلٌ) [609] أخرجه أبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (217). .
- وقال سَهلُ بنُ عبدِ اللهِ: (مَن سَلِم من الغِيبةِ سَلِم من الزُّورِ، ومَن سَلِم من الزُّورِ سَلِم من البُهتانِ) [610] أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (6783). .
- وقال أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ عاصمٍ الأنطاكيُّ: (أشَرُّ مَكِنةِ الرَّجُلِ البَذاءُ -وهو الوقيعةُ منه، وهي الغِيبةُ- وذلك أنَّه لا ينالُ بذلك منفعةً في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، بل يُبغِضُه عليه المتَّقون ويَهجُرُه الغافِلون، وتجتَنِبُه الملائكةُ، وتَفرَحُ به الشَّياطينُ... والغِيبةُ والنَّميمةُ قرينتانِ، ومخرَجُهما من طريقِ البَغيِ، والنَّمَّامُ قاتِلٌ، والمغتابُ آكِلُ الميتةِ، والباغي مُستكبِرٌ، ثلاثتُهم واحِدٌ، وواحِدُهم ثلاثةٌ، فإذا عوَّد نفسَه ذلك رفَعَه إلى دَرَجةِ البُهتانِ، فيَصيرُ مُغتابًا مباهِتًا كذَّابًا، فإذا ثَبَت فيه الكَذِبُ والبُهتانُ صار مجانِبًا للإيمانِ) [611] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (9/ 291). .
- وقال محمَّدٌ الغَزاليُّ: (الافتِراءُ على الأبرياءِ جريمةٌ، يدفَعُ إليها الكُرهُ الشَّديدُ، ولمَّا كان أثَرُها شديدًا في تشويهِ الحقائِقِ وجَرحِ المستورينَ، عدَّها الإسلامُ من أقبَحِ الزُّورِ... ولا شَكَّ أن تَلمُّسَ العُيوبِ للنَّاسِ وإلصاقَها بهم عن تعمُّدِ يدُلُّ على خُبثٍ ودناءةٍ، وقد رتَّب الإسلامُ عُقوباتٍ عاجلةً لبعضِ جرائِمِ الافتِراءِ، وما يبيتُ في الآخِرةِ لصنوفِ الافتِراءِ كُلِّها أشَدُّ وأنكى) [612] ((خلق المسلم)) (ص: 90). .

انظر أيضا: