موسوعة الفرق

الفَصلُ الثَّامِنُ: عَدَمُ الاعتداءِ عليهم بل السَّيرُ فيهم بسيرةٍ عادِلةٍ


لقد كان مَوقِفُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم من الخَوارِجِ مَوقِفًا عادلًا مُنصِفًا؛ فالصَّحابةُ قومٌ عدولٌ يتَّقون اللهَ عزَّ وجَلَّ فيمن خالفَهم، فالخَوارِجُ رَغْمَ شَغْبِهم المتكَرِّرِ على عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، ومقاطعتِه في خُطَبِه أكثَرَ من مرَّةٍ بقَولِهم: (لا حُكمَ إلَّا اللهِ)، واتهامِهم إيَّاه بالكُفرِ، وطلَبِهم منه التَّوبةَ من أمرِ الحُكومةِ [930] أمرُ الحُكومةِ: ما حصَل من التحكيمِ في صِفِّينَ. إلَّا أنَّه رَضيَ اللهُ عنه سار معهم السِّيرةَ العادِلةَ، ولم يبدَأْهم بالقتالِ، ولم يعتَدِ عليهم بقولٍ ولا بفِعلٍ [931] يُنظر: ((منهاج السنة النبوية)) لابن تيمية (5/248). .
ثمَّ إنَّه رَضيَ اللهُ عنه لم يقابِلْهم بجيشٍ لقِتالِهم حتَّى قَتَلوا عددًا من المُسلِمين، واعتَدَوا وأفسَدوا في الأرضِ، حينَها سار إليهم، ومع ذلك لم يبدَأْهم بالقتالِ، بل أرسل إليهم يناشِدُهم اللهَ ويأمُرَهم أن يَرجِعوا، فلم تَزَلْ رُسُلُه تختَلِفُ إليهم حتَّى قَتَلوا رسولَه، فلمَّا رأى ذلك نهَض إليهم فقاتَلَهم حتَّى فَرَغ منهم [932] أخرجه الطبري في ((التاريخ)) (3/125). .

انظر أيضا: