موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الخامِسُ والعِشرونَ: أَبُو مُحَمَّدِ بنُ دُرُسْتُوَيْهِ (ت: 347 هـ)


أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتُوَيْهِ بن المَرْزُبَان، الفَارِسِيُّ، الإِمَامُ العَلَّامَةُ، شَيْخُ النَّحْوِ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ ومِائَتَينِ.
مِن مَشَايِخِه:
يَعْقُوبُ الفَسَوِيُّ، والمُبَرِّدُ، وثَعْلَبُ، وابنُ قُتيبة.
ومِن تَلَامِذَتِه:
الدَّارَقُطْنِي، وابنُ شَاهِين، وابن مَنْدَه، وابنُ رَزْقوَيْه، وابنُ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبُو عَلِي بن شَاذَانَ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان ابنُ دُرُسْتُوَيْهِ عَالِمًا فَاضِلًا، بَارِعًا بالعَرَبِيَّة، حَسَنَ التَّصْنِيف، أَحَدَ مَن اشتَهَر وعَلَا قَدْرُه، وكَثُرَ عِلْمُه، وكان شَدِيدَ الانْتِصَار للبَصْرِيِّين في النَّحْوِ واللُّغَة.
وكان رحمه الله ثِقَةً، وقد ضَعَّفَه الحَافِظُ هِبَة اللهِ اللَّالَكَائِيُّ، وقال: (بَلغَنِي أنَّه قِيل له: حَدِّث عَن عَبَّاس الدوريِّ حَدِيثًا ونُعْطِيك دِرْهَمًا، فَفعل، ولم يَكُن سَمِعَه مِنْهُ!).
قال الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ مُعَلِّقًا على ذلك: (هذه الحِكَايَةُ بَاطِلَةٌ؛ لأن أبَا مُحَمَّد بن دُرُسْتُوَيْهِ كان أَرْفَعَ قَدْرًا مِن أن يَكْذِب لِأَجْلِ العِوَض الكَثِيرِ، فَكَيْف لِأَجْل التَّافِه الحَقِير؟!).
عَقيدتُه:
لم تَذكُرِ المصادِرُ شيئًا عن اعتِقادِ ابنِ دُرُسْتُوَيْهِ، غيرَ أنَّه ذَكَر في كتابِه: "تصحيحُ الفَصيحِ وشَرْحُه": ((وأمَّا قَولُه: «قومٌ جَبْريَّةٌ خِلافُ القَدَريَّةِ»؛ فإنَّه يعني بالجَبْريَّةِ -ساكِنةَ الباءِ-: الذين يقولون: إنَّ العِبادَ مجبورون على المعاصي والطَّاعاتِ جبرًا، فنُسِبوا إلى الجبْرِ لذلك، فهذا ساكِنُ الباءِ؛ لأنَّه ليس مِثْلَ الأوَّلِ. وأمَّا القَدَرِيَّةُ فهم الذين يُنكِرون أنَّ اللهَ قَدَّر على المعاصي والطَّاعاتِ والأعمالِ، ويدَّعون أنَّهم هم الذين قَدَّروها وفَعَلوها كما أحَبُّوا، فأضافوا القَدَرَ إلى أنفُسِهم، فنُسِبوا إليه؛ فلذلك حُرِّكَت الدَّالُ؛ لأنَّه منسوبٌ إلى القَدَرِ، وهو المُستَعمَلُ في كلامِ العَرَبِ)) [331] ينظر: ((تصحيح الفصيح وشرحه)) لابن درستويه (ص: 276). .
وقال أيضًا: ((والمُرجِئةُ: صِنفٌ مِنَ المُسلِمينَ لهم مقالةٌ مُبتَدَعةٌ؛ لقَولِهم: الإيمانُ قَولٌ بلا عَمَلٍ، فأرجَؤوا العَمَلَ، أي: أَخَّرُوه)) [332] ينظر: ((تصحيح الفصيح وشرحه)) لابن درستويه (ص: 185). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الإِرْشَاد فِي النَّحْو))، وكتاب: ((شرح الفصيح))، وكتاب: ((الرَّد على المُفَضَّل في الرَّد على الخَلِيل))، وكتاب: ((غَرِيب الحَدِيث))، وكتاب: ((المَقْصُور والممدود))، وكتاب: ((مَعَاني الشِّعْر))، وكتاب: ((أَخْبَار النُّحَاة))، وكتاب: ((المعاني في القراءات)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سَبعٍ وأربعينَ وثلاثِ مِائة [333] يُنظَر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 116)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (11/ 85)، ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 213)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (4/ 1511)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 113)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (3/ 44)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (15/ 531)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (17/ 57)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (15/ 235)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 167)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 36)، ((الأعلام)) للزركلي (4/ 76). .

انظر أيضا: