موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّاني: أَبُو مُوسَى الحَامِضُ (ت: 305 هـ)


أَبُو مُوسَى سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد، النَّحْويُّ البَغْدَادِيُّ، المعروفُ بالحَامِض.
مِن مَشَايِخِه:
أبو العَبَّاس ثَعْلَب.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو عُمَر الزَّاهِد، وأبو جَعْفَر الأَصبَهَانِي المَعْرُوف ببَرْزَوَيْه غُلَامِ نِفْطَوَيْه.
سَبَب تَسْمِيَتِه بالحَامِض:
سُمِّي بالحَامِض لشَرَاسَة أخْلَاقِه؛ فقد كان ضَيِّقَ الصَّدْرِ سَيِّئ الخُلُق.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أبو مُوسَى الحَامِضُ مِن العُلَماءِ باللُّغَة والشِّعْر، دَيِّنًا صَالِحًا، مِن أعْلَم النَّاس في البَيَان والمَعْرِفَة بالعَرَبِيَّة والشِّعْر، وكان أَوْحَد المَذْكُورين مِن العُلَمَاء بنَحْوِ الكُوفِيِّين؛ أخذ النَّحْوَ عَن ثَعْلَب، وكان المُقَدَّم مِن أصْحَابِه، فَجَلَسَ مَوْضِعَه وخَلَفَه بَعْد مَوْتِه، وَكَانَ قد أَخذ عَن البَصرِيِّين أَيْضًا، وخَلَط النَّحْوَينِ، وكان يَتَعَصَّبُ على البَصْريِّين.
وقد ذُكِر أنَّ أبا عليٍّ النقار قَرَأ عليه كتاب: ((الإدْغَام)) للفَرَّاء، فقال له أبو علي: (أَرَاك يا أبا مُوسَى تُلَخِّص البَيَان تَلْخِيصًا لا أَجِدُه في الكُتُب! فقال: هذا ثَمَرَةُ صُحْبَةِ أبي العَبَّاس ثَعْلَب أربعينَ سَنةً).
وقد أَوْصَى بكُتُبِه عند مَوْتِه لأبي فَاتِك المقتدري بُخْلًا بهَا أن تصير إِلى أَحَدٍ مِن أهْلِ العِلْم.
مَنْهَجُه:
أخذ النَّحْوَ عن البَصرِيِّينَ، غيرَ أنَّه خلَط النَّحْوَ البَصْريَّ بالكُوفيِّ، فلم يَمِلْ إلى مدرَسةٍ منهما، كما أنَّه كان شديدَ التعَصُّبِ على البَصْريِّينَ فيما أخَذَ عليهم في عَرَبيَّتِهم.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المختَصَر في النَّحْو))، كتاب: ((ما يُذَكَّر ويُؤنَّث مِن الإنسان واللِّباس)). كتاب: ((خلق الإنسان))، وكتاب: ((النبات))، كتاب: ((الوحوش))، كتاب: ((غريب الحديث)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ خمسٍ وثلاثِ مِائة. وقيل: سِتٍّ وثلاثِ مِائة [260] يُنظَر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 152)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (10/ 85)، ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 181)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (3/ 1400)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 21)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (2/ 406)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (7/ 95)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (15/ 260)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 266)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 601)، ((الأعلام)) للزركلي (3/ 132). .

انظر أيضا: