موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّادِسُ والعِشرونَ: أبو حامدٍ الخَارْزَنْجْيُّ (ت: 348 هـ)


أبو حامدٍ أحمَدُ بنُ محمَّدِ البُشْتيُّ، المعروفُ بالخارْزَنْجيِّ [334] خارَزَنْج: قريةٌ بنواحي نَيسابُور بناحيةِ بشت. يُنظر: ((معجم البلدان)) لياقوت الحموي (2/ 336). ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ.
مِن مَشَايِخِه:
أبو عَبدِ اللهِ البُوشَنجيُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو عبدِ اللهِ الحاكِمُ.
سَبَبُ تَسِميتِه بالبُشتي والخارْزَنْجيِّ:
سمَّيَ بالبُشتيِّ: نسبةً إلى بُشْت، وهي ناحيةٌ من نَيسابُورَ كثيرةُ الخيرِ. ويقال: بُشْت عَرَبُ خُراسان؛ لكثرة أُدَبائِها.
وسمِّيَ بالخَارْزَنْجيِّ -بفتحِ الخاءِ المُعجَمةِ وسُكونِ الرَّاءِ بعد الألِفِ وفَتحِ الزَّايِ وسُكونِ النُّونِ وفي آخِرِها الجِيمُ-: نِسبةً إلى خارْزَنْج، وهي قريةٌ بنواحي نَيسابورَ مِن ناحيةِ بُشْت.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أبو حامدٍ الخَارْزَنْجي إمامَ أهلِ الأدَبِ بخُراسانَ في عَصْرِه بلا مُدافَعةٍ، فاق فُضَلاءَ عَصْرِه وشُهِدَ له بذلك.
ولَمَّا دَخَل بَغدادَ تعجَّب أهلُها من تقَدُّمِه في معرفةِ اللُّغةِ، فقيل: هذا الخرُاسانيُّ لم يدخُلِ الباديةَ قطُّ، وهو مِن آدَبِ النَّاسِ! فقال: أنا بين عربَينِ: بشت وطُوس.
وقد ألَّف كتابًا سماه: (التكْمِلة) قصد به تَكمِلةَ كِتابِ العَينِ المنسوبِ إلى الخليلِ بنِ أحمدَ، وقد أثبت في صَدرِه الكُتُبَ المؤَلَّفةَ التي استخرج كتابَه منها فعدَّدَها، ثم قال: (استخرجتُ ما وضعتُه في كتابي من هذه الكُتُبِ، ولعَلَّ بعضَ النَّاسِ يبتغي العَنَتَ بتَهجينه والقَدْحِ فيه؛ لأني أسندْتُ ما فيه إلى هؤلاء العُلَماءِ من غيرِ سماعٍ، وإنما إخباري عنهم إخبارٌ مِن صُحُفِهم، ولا يُزرى ذلك على مَن عرف الغَثَّ مِنَ السَّمين، وميَّز بين الصَّحيحِ والسَّقيمِ، وقد فعل مِثلَ ذلك أبو ترابٍ صاحِبُ كِتابِ الاعتقابِ؛ فإنَّه روى عن الخليلِ بنِ أحمدَ، وأبي عَمرِو بنِ العَلاءِ، والكِسائيِّ، وبينه وبين هؤلاء فترةٌ.
وكذلك القُتيبيُّ؛ روى عن سِيبَوَيه، والأصمعيِّ، وأبي عَمرٍو، وهو لم يرَ منهم أحدًا). لكِنْ لم يُسلَّمْ للخَارْزَنْجِي بما قال؛ فقد أطال الأزهريُّ في الرَّدِّ عليه في كتابه: ((تهذيب اللُّغة))؛ فمما قال: (وَمِمَّنْ ألَّف وَجمع من الخراسانيِّين فِي عَصرِنا هَذَا؛ فصحَّف وغيَّر، وأزالَ العَرَبيَّة عَن وجوهِها رجلَانِ: أَحدهمَا يُسمى أَحْمد بن مُحَمَّد البُشْتي، وَيعرف بالخارْزَنجيِّ، وَالْآخر يكنى أَبَا الأَزْهَر البُخاريَّ).
وقال أيضًا: (قد اعترَفَ البُشتيُّ بأنَّه لا سماعَ له في شيءٍ مِن هذه الكُتُبِ، وأنَّه نقل ما نقل إلى كتابِه من صُحُفِهم، واعتَلَّ بأنَّه لا يُزرَى ذلك بمن عرف الغَثَّ مِنَ السَّمين، وليس كما قال؛ لأنَّه اعترف بأنه صُحُفيٌّ، والصُّحُفيُّ إذا كان رأسُ مالِه صُحُفًا قرأها فإنه يُصَحِّفُ فيُكثِرُ، وذلك أنه يخبِرُ عن كُتُبٍ لم يسمَعْها، ودفاتِرَ لا يدري أصحيحٌ ما كُتِبَ فيها أم لا، وإنَّ أكثَرَ ما قرأنا من الصُّحُفِ التي لم تُضبَطْ بالنَّقطِ الصَّحيح، ولم يتولَّ تصحيحَها أهلُ المعرفةِ لَسَقيمةٌ لا يعتَمِدُها إلَّا جاهِلٌ) إلى آخرِ ما قاله.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((تَكمِلة كتاب العين))، وكتاب: ((شَرْح أبيات أدَبِ الكاتِب))، وكتاب: ((التَّفضِلة)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثمانٍ وأربعين وثلاثِ مِائة [335] يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (1/ 27)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (1/ 461)، ((معجم البلدان)) ليقاوت الحموي (2/ 336)، ((الأنساب)) للسمعاني (5/ 7)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (1/ 142)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (7/ 861)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (8/ 6)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 388)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 208). .

انظر أيضا: