موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ الإحسانِ


1- تماسُكُ بُنيانِ المجتمَعِ، ووقايتُه من الآفاتِ الاجتماعيَّةِ.
2- المحسِنُ يكونُ في معيَّةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ؛ قال اللهُ تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69] .
3- المُحسِنُ يكتَسِبُ بإحسانِه محبَّةَ اللهِ عزَّ وجَلَّ؛ قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195] ، وقال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134] .
4- للمُحسِنين أجرٌ عظيمٌ في الآخرةِ، ويكونون في مأمَنٍ من الخوفِ والحُزنِ؛ قال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 112] .
5- المُحسِنُ قريبٌ من رحمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ؛ قال تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56] .
6- الإحسانُ هو وسيلةُ المجتمَعِ للرُّقِيِّ والتَّقدُّمِ، وإذا كان صِنْوُه -أي: العَدلُ- وَسيلةً لحفظِ النَّوعِ البشَريِّ، فإنَّ الإحسانَ هو وسيلةُ تقَدُّمِه ورُقِيِّه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى توثيقِ الرَّوابطِ وتوفيرِ التَّعاوُنِ.
7- الإحسانُ وسيلةٌ لإزالةِ ما في النُّفوسِ من الكَدَرِ وسُوءِ الفَهمِ وسُوءِ الظَّنِّ ونحوِ ذلك [176] يُنظَر: ((نضرة النعيم)) (2/91). .
8- الإحسانُ إلى النَّاسِ سَبَبٌ من أسبابِ انشِراحِ الصَّدرِ:
فالذي يحسِنُ إلى النَّاسِ ينشَرِحُ صَدرُه، ويشعرُ بالرَّاحةِ النَّفسيَّةِ؛ قال ابنُ القيِّمِ: (إنَّ الكريمَ المُحسِنَ أشرَحُ النَّاسِ صَدرًا، وأطيبُهم نفسًا، وأنعَمُهم قلبًا، والبخيلُ الذي ليس فيه إحسانٌ أضيَقُ النَّاسِ صدرًا، وأنكَدُهم عيشًا، وأعظَمُهم همًّا وغَمًّا) [177] ((زاد المعاد)) (2/22). .
9- الإحسانُ إلى النَّاسِ يُطفِئُ نارَ الحسَدِ، ويدفَعُ العداوةَ.
(إطفاءُ نارِ الحاسِدِ والباغي والمؤذي بالإحسانِ إليه؛ فكلَّما ازداد أذًى وشَرًّا وبَغيًا وحسَدًا ازدَدْتَ إليه إحسانًا، وله نصيحةً، وعليه شَفَقةً، وما أظنُّك تُصَدِّقُ بأنَّ هذا يكونُ، فضلًا عن أن تتعاطاه! فاسمَعِ الآنَ قولَه عزَّ وجَلَّ: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت: 34 - 36] ، وقال: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [القصص: 54] ... هذا مع أنَّه لا بُدَّ له مع عَدُوِّه وحاسِدِه من إحدى حالتَينِ؛ إمَّا أن يملِكَه بإحسانِه فيستَعبِدَه وينقادَ له ويَذِلَّ له، ويبقى من أحبِّ النَّاسِ إليه، وإمَّا أن يُفَتِّتَ كَبدَه ويقطَعَ دابِرَه إن أقام على إساءتِه إليه؛ فإنَّه يذيقُه بإحسانِه أضعافَ ما ينالُ منه بانتقامِه، ومَن جَرَّب هذا عرَفَه حقَّ المعرفةِ، واللهُ هو الموفِّقُ المُعينُ، بيَدِه الخيرُ كُلُّه لا إلهَ غَيرُه، وهو المسؤولُ أن يستعمِلَنا وإخوانَنا في ذلك بمَنِّه وكَرَمِه) [178] ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (2/243-244). .
10- من أسبابِ إزالةِ الهَمِّ والغَمِّ؛ قال السَّعديُّ: (من الأسبابِ التي تُزيلُ الهَمَّ والغَمَّ والقَلقَ: الإحسانُ إلى الخَلقِ بالقَولِ والفِعلِ، وأنواعِ المعروفِ، وكُلُّها خيرٌ وإحسانٌ، وبها يدفَعُ اللهُ عن البَرِّ والفاجِرِ الهمومَ والغُمومَ بحَسَبِها، ولكِنْ للمُؤمِنِ منها أكمَلُ الحَظِّ والنَّصيبِ) [179] ((الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)) (ص: 16). .
11- تثبيتُ دعائِمِ الأُخُوَّةِ والمحبَّةِ بَيْنَ المُسلِمين.
12- من أسبابِ جَلبِ النِّعَمِ، ودَفعِ النِّقَمِ.

انظر أيضا: