موسوعة الفرق

تمهيدٌ: نفيُ رؤيةِ اللهِ تعالى


ذهَب المُعتَزِلةُ والجَهميَّةُ ومَن تبِعهم مِن الخوارِجِ والإماميَّةِ وبعضِ الزَّيديَّةِ وبعضِ المُرجِئةِ [722] يُنظر: ((مقالات الإسلاميين)) للأشعري (1/265)، ((شرح الطحاوية)) لابن أبي العز (ص: 29). إلى نَفيِ رُؤيةِ اللهِ تعالى عِيانًا في الدُّنيا والآخِرةِ، وقالوا باستِحالةِ ذلك عَقلًا؛ لأنَّهم يقولونَ: إنَّ البَصرَ لا يُدرِكُ إلَّا الألوانَ والأشكالَ، أي: ما هو مادِّيٌّ، واللهُ تعالى عندَهم ذاتٌ غَيرُ مادِّيَّةٍ، فمِن المُستحيلِ إذن أن يقعَ عليه البَصرُ، فالقولُ برُؤيةِ اللهِ تعالى هَدمٌ للتَّنزيهِ، وتشويهٌ لِذاتِ اللهِ، وتشبيهٌ له؛ حيثُ إنَّ الرُّؤيةَ لا تحصُلُ إلَّا بانطِباعِ صورةِ المرئيِّ في الحَدَقةِ، ومِن شَرطِ ذلك انحِصارُ المرئيِّ في جهةٍ مُعيَّنةٍ مِن المكانِ؛ حتَّى يُمكِنَ اتِّجاهُ الحَدَقةِ إليه، وقالوا: إنَّ اللهَ تعالى ليس بجسمٍ ولا تحُدُّه جهةٌ مِن الجهاتِ، ولو جاز أن يُرى في الآخِرةِ لجازَت رُؤيتُه الآنَ؛ فشُروطُ الرُّؤيةِ لا تتغيَّرُ في الدُّنيا والآخِرةِ.
قال ابنُ رُشدٍ: (مَن كانت هذه مبادِئَه فلا يُتوقَّعُ منه غَيرُ هذا إذا كان مُحترِمًا لها، يستنبِطُ منها النَّتائِجَ المنطِقيَّةَ) [723] ((مناهج الأدلة)) (ص: 81). .

انظر أيضا: