موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّاني: بُطلانُ نِسبةِ المُعتَزِلةِ إلى الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم


حاوَل بعضُ المُستشرِقينَ الرَّبطَ بَينَ اعتِزالِ جُملةٍ مِن الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم لأحداثِ الفِتنةِ الأولى، ومُسمَّى المُعتَزِلةِ الذي ظهَر في أوَّلِ القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ، واتَّخذوا مِن عباراتِ المُؤرِّخينَ دليلًا على قِدَمِ مذهَبِ الاعتِزالِ، وأنَّ اعتِزالَ واصِلٍ هو امتِدادٌ لاعتِزالِ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم للفِتنةِ، وما مِن بِدعةٍ وضلالةٍ إلَّا ويُحاوِلُ أهلُها الاستِنادَ إلى فُضلاءِ هذه الأمَّةِ؛ لتحسينِ صورتِها وإضفاءِ القَبولِ عليها.
ومِن هذه النُّصوصِ التي اعتمَدوا عليها: قولُ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رضِي اللهُ عنه لعَمرِو بنِ العاصِ رضِي اللهُ عنه: (يا أبا عبدِ اللهِ، أخبِرْني عمَّا أسألُك عنه: كيف ترانا مَعشَرَ المُعتَزِلةِ؟ فإنَّا قد شكَكْنا في الأمرِ الذي تبيَّن لكم مِن هذا القتالِ، ورأينا أن نستأنيَ ونتثبَّتَ حتَّى تجتمِعَ الأمَّةُ)، قال: (أراكم مَعشَرَ المُعتَزِلةِ خَلْفَ الأبرارِ، وأمامَ الفُجَّارِ) [45] أخرجه من طُرُقٍ: عبدُ الرَّزَّاق (9770)، والطَّبريُّ في ((التاريخ)) (3/105) عن ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ. .
ولفظُ الاعتِزالِ هنا يعني معناه اللُّغويَّ المعروفَ مِن الكفِّ، وعَدمِ المُشارَكةِ في القتالِ، ولم يكنْ يُشيرُ إلى فِئةٍ مُعيَّنةٍ لها تميُّزٌ فِكريٌّ أو عَقديٌّ، ولم يُصرِّحِ المُؤرِّخونَ بهذا المعنى، لا الطَّبَريُّ، ولا ابنُ كَثيرٍ، ولا غَيرُهم مِن مُؤرِّخي أهلِ السُّنَّةِ.
وممَّن ردَّد هذه المزاعِمَ بعضُ كُتَّابِ الشِّيعةِ، ومِن ذلك النُّوبَخْتيُّ؛ فبَعدَ أن عدَّد مواقِفَ الصَّحابةِ مِن خِلافةِ عليٍّ رضِي اللهُ عنه قال: (وفِرقةٌ اعتزلَت معَ سَعدِ بنِ مالِكٍ (وهو سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ)، وعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ، ومُحمَّدِ بنِ مَسلَمةَ الأنصاريِّ، وأسامةَ بنِ زيدِ بنِ حارِثةَ الكَلبيِّ مولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآلِه؛ فإنَّ هؤلاء اعتزَلوا عن عليٍّ عليه السَّلامُ، وامتنَعوا عن مُحارَبتِه، والمُحارَبةِ معَه بَعدَ دُخولِهم في بَيعتِه، والرِّضا به؛ فسُمُّوا "المُعتَزِلةَ"، وصاروا أسلافَ المُعتَزِلةِ إلى آخِرِ الأبَدِ، وقالوا: لا يحِلُّ قِتالُ عليٍّ، ولا القِتالُ معَه، وذكَر بعضُ أهلِ العِلمِ أنَّ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ التَّميميَّ اعتزَل بَعدَ ذلك في خاصَّةِ قَومِه مِن بني تميمٍ، لا على التَّديُّنِ بالاعتِزالِ، لكن على طلبِ السَّلامةِ مِن القتلِ، وصونًا للمالِ لا للدِّينِ، وقال لقومِه: اعتزِلوا الفِتنةَ أصلَحُ لكم) [46] ((فرق الشيعة)) (ص: 17). .
وقال الناشِئُ الأكبَرُ أحدُ مُؤرِّخي الشِّيعةِ: (وفِرقةٌ اعتزَلوا الحربَ، وهم صِنفانِ: صِنفٌ اعتزَلوا الحربَ، وروَوا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إذا التقى المُسلِمانِ بسيفَيهما فالقاتِلُ والمقتولُ في النَّارِ )) [47] أخرجه البُخاريُّ (31)، ومُسلمٌ (2888) من حديثِ أبي بَكرةَ نُفَيعِ بنِ الحارثِ رَضِيَ اللهُ عنه. ، ومِن هؤلاء القومِ الذين اعتزَلوا الحربَ على هذه الجهةِ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ، وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، ومُحمَّدُ بنُ سَلَمةَ، وأسامةُ بنُ زيدٍ، وخَلقٌ كثيرٌ مِن الصَّحابةِ والتَّابِعينَ ممَّن رأى أنَّ القُعودَ عن الحربِ فَضلٌ ودِينٌ، والدُّخولَ فيها فِتنةٌ، وهؤلاء هم أصحابُ الحديثِ، وهُم الذين يأتمُّونَ في كُلِّ عَصرٍ بمَن غلَب. والصِّنفُ الثَّاني: فهم الذين اعتزَلوا حربَ عليٍّ وطَلحةَ والزُّبَيرِ، وزعَموا أنَّهم اعتزَلوا الحربَ؛ لأنَّهم لا يعلمونَ مَن في الطَّائِفتَينِ أَولى بالحقِّ، ومِن هؤلاء القومِ أبو موسى الأشعَريُّ، وأبو سعيدٍ الخُدْريُّ، وأبو مسعودٍ الأنصاريُّ، والأحنَفُ بنُ قيسٍ التَّميميُّ في قبائِلِ بني تميمٍ، وقد جاءت الأخبارُ عنهم بذلك؛ فهذا الصِّنفُ الذين اعتزلوا الحربَ على هذه الجهةِ، وكانوا يُسمَّونَ في ذلك العَصرِ "المُعتَزِلةَ"، وإلى قولِهم في حربِ عليٍّ، وطَلحةَ، والزُّبَيرِ، يذهَبُ واصِلُ بنُ عطاءٍ، وعَمرُو بنُ عُبَيدٍ، وهُما رئيسَا المُعتَزِلةِ) [48] ((مسائل الإمامة)) (ص: 16) باختصارٍ. .
وذهب المَلَطيُّ إلى أنَّ هذا الاسمَ برَز بَعدَ مُبايَعةِ الحَسنِ بنِ عليٍّ لمُعاوِيةَ رضِي اللهُ عنهم؛ حيثُ قال: (سَمَّوا أنفُسَهم مُعتَزِلةً، وذلك عندَما بايَع الحَسنُ بنُ عليٍّ عليه السَّلامُ مُعاوِيةَ وسلَّم إليه الأمرَ، اعتزَلوا الحَسنَ ومُعاوِيةَ وجميعَ النَّاسِ؛ وذلك أنَّهم كانوا مِن أصحابِ عليٍّ، ولزِموا منازِلَهم ومساجِدَهم، وقالوا: ‌نشتغِلُ ‌بالعِلمِ والعِبادةِ، فسُمُّوا بذلك مُعتَزِلةً، والأُصولُ التي هم عليها خمسةٌ...) [49] ((التنبيه والرد)) (ص: 36). .
وقد بنى المُستشرِقونَ على هذه المزاعِمِ أن ربطوا المُعتَزِلينَ عن الحُروبِ والفِتنِ باعتِزالِ واصِلِ بنِ عطاءٍ، وعَمرِو بنِ عُبَيدٍ؛ ليصِلوا إلى هدفِهم، وهو نِسبةُ هذا الابتِداعِ الضَّالِّ إلى الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم؛ حيثُ حشَد المُستشرِقُ (نلينلوا) مِثلَ هذه النُّصوصِ؛ ليَخلُصَ إلى قولِه: (فعندَئذٍ الدَّليلُ الحاسِمُ على استعمالِ لفظِ الاعتِزالِ بهذا المعنى السَّياسيِّ طَوالَ هذا الزَّمانِ الذي عاش فيه مُؤسِّسَا مذهَبِ المُعتَزِلةِ، ونستطيعُ أن نُلاحِظَ أخيرًا في كثيرٍ مِن الاحتِمالِ أنَّ الحديثَ الموضوعَ الذي طبَّقه المُعتَزِلةُ المُتكلِّمونَ مِن بَعدُ على أنفُسِهم كان يُشيرُ في الأصلِ إلى المُعتَزِلةِ السِّياسيِّينَ، وأعني بهم هؤلاء الذين امتنَعوا عن الاشتِراكِ في المُنازَعاتِ الدَّاخِليَّةِ في القَرنِ الأوَّلِ، وأوائِلِ القَرنِ الثَّاني)، ثُمَّ عقَّب الفيلسوفُ الوُجوديُّ عبدُ الرَّحمنِ بَدَوي بَعدَ النَّصِّ السَّابِقِ، فقال: (مِن كُلِّ هذا الذي سبَق يبدو لي أنَّه ما دامت هذه المسألةُ قد أخذَت حظَّها مِن الأهميَّةِ بسببِ المُنازَعاتِ السِّياسيَّةِ، والحروبِ الأهليَّةِ في القَرنِ الأوَّلِ؛ فمِن الطَّبيعيِّ أن يكونَ اسمُ المُعتَزِلةِ قد أُخِذ عن لغةِ السِّياسةِ في ذلك العصرِ، فكان المُعتَزِلةُ الجُدُدُ المُتكلِّمونَ في الأصلِ استمرارًا في مَيدانِ الفِكرِ والنَّظرِ للمُعتَزِلةِ السِّياسيَّةِ أو العمليَّةِ) [50] ((التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية)) (ص: 190) بتصَرُّفٍ. .
الرَّدُّ على تلكَ المزاعِمِ:
إنَّ مُحاوَلةَ الرَّبطِ بَينَ المُعتَزِلةِ المُتأخِّرينَ، واعتِزالِ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم للفِتنةِ وأحداثِها: غَيرُ صحيحٍ؛ لأنَّ الصَّحابةَ المُعتَزِلينَ لأحداثِ الفِتنةِ لم يُؤثَرْ عنهم أيُّ خوضٍ في مسائِلَ عَقَديَّةٍ مُشابِهةٍ لتلك التي ابتدَعها المُتأخِّرونَ، بل كان اعتِزالُهم لحَقنِ دماءِ الأمَّةِ فقط، ولم يتعَدَّ ذلك إلى أيِّ مقولةٍ فِكريَّةٍ أو عَقَديَّةٍ تشُقُّ صفَّ الأمَّةِ، وتخالِفُ ما جاء به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ثُمَّ إنَّ المُعتَزِلةَ المُتأخِّرينَ لا يَعتبِرونَ مُعتَزِلةَ الحربِ سَلَفًا لهم، بل الذي حمَّلهم هذا هم مُؤرِّخو الشِّيعةِ، والمُستَشرِقونَ ومَن تابَعهم، بل الثَّابِتُ أنَّ موقِفَ واصِلٍ وعَمرِو بنِ عُبَيدٍ مِن أحداثِ الفِتنةِ ليس موقِفًا وسَطًا، كما فعَل الصَّحابةُ المُعتَزِلونَ، ولكنَّه موقِفٌ يطعَنُ في المُقتتِلينَ؛ حيثُ قال واصِلٌ: (إنَّ فِرقةً مِن الفَريقَينِ فَسَقةٌ بأعيانِهم)، وإنَّه لا يُعرَفُ الفَسَقةُ منهما، وأجازوا أن يكونَ الفَسَقةُ في الفريقَينِ عليًّا وأتباعَه؛ كالحَسنِ، والحُسَينِ، وابنِ عبَّاسٍ، وعمَّارِ بنِ ياسِرٍ، وأبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وسائِرِ مَن كان معَ عليٍّ يومَ الجَملِ، وأجاز كونَ الفَسقةِ مِن الفريقَينِ عائشةَ، وطَلحةَ، والزُّبَيرَ، وسائِرَ أصحابِ الجَملِ! ثُمَّ قال في تحقيقِ شكِّه: (لو شهِد عليٌّ وطَلحةُ، أو عليٌّ والزُّبَيرُ، أو رجُلٌ مِن أصحابِ عليٍّ، ورجُلٌ مِن أصحابِ الجَملِ عندي على باقةِ بَقلٍ، لم أحكُمْ بشهادتِهما؛ لعِلمي بأنَّ أحدَهما فاسِقٌ لا بعَينِه) [51] يُنظر: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 100)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (8/ 559). !
وزاد عَمرُو بنُ عُبيدٍ على واصِلٍ، فقال بفِسْقِ كِلتا الفِرقتَينِ المُتقاتِلتَينِ يومَ الجَملِ؛ وذلك أنَّ واصِلًا إنَّما ردَّ شهادةَ رجُلَينِ؛ أحدُهما مِن أصحابِ الجَملِ، والآخَرُ مِن أصحابِ عليٍّ رضِي اللهُ عنه، وقَبِلَ شهادةَ رجُلَينِ كلاهما مِن أحدِ الفريقَينِ، وزعَم عَمرٌو بأنَّ شهادتَهما مردودةٌ، وإن كان مِن فريقٍ واحدٍ؛ لأنَّه قال بفِسْقِ الفريقَينِ جميعًا [52] يُنظر: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 101) بتصَرُّفٍ. !
فأين هذا الاعتِزالُ الذي قال به الشِّيعةُ والمُستشرِقونَ وأتباعُهم؟ وهل الذي يقولُ مِثلَ هذا في الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم يكونُ الصَّحابةُ المُعتَزِلونَ للفِتنةِ سَلفًا له، وهم الذين كان عندَهم عهدٌ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يخوضوا في الفِتنةِ؟ لكنَّ واصِلًا وعَمرًا انطلقَت ألسِنتُهم العليلةُ بتفسيقِ جُمهورِ الصَّحابةِ الذين رضِي اللهُ عنهم، ورَضُوا عنه.
أمَّا ما قاله المَلَطيُّ (ت 377هـ) عن حُدوثِ هذا الاسمِ بَعدَ بَيعةِ الحَسَنِ لمُعاوِيةَ رضِي اللهُ عنهما، فهذا الرَّأيُ يكادُ ينفرِدُ به وحدَه، ولو صحَّ لاشتَهر هذا الاسمُ اشتِهارًا واسِعًا، ثُمَّ إنَّ الحقائِقَ تنقُضُه؛ فإنَّ النَّاسَ بَعدَ بَيعةِ الحَسنِ لمُعاوِيةَ رضِي اللهُ عنهما قد دخَل أغلَبُهم في بَيعةِ مُعاوِيةَ، وسُمِّي ذلك العامُ عامَ الجماعةِ؛ فقد بايَعه كِبارُ الصَّحابةِ وأعيانُ الأمصارِ في كُلِّ أرضِ الخِلافةِ، إلَّا بقايا مِن الشِّيعةِ السَّبَئيَّةِ والخوارِجِ الذين اختاروا سراديبَ الظَّلامِ، وعلى فَرضِ صحَّةِ ما قاله المَلَطيُّ فإنَّ اعتِزالَ هؤلاء كان للعِلمِ والعِبادةِ، وليس لتأسيسِ نِحلةٍ ضالَّةٍ تُخالِفُ مَنهَجَ الكِتابِ والسُّنَّةِ.
وقد حاوَل الشِّيعةُ المُعتَزِلةُ مِن الزَّيديَّةِ الذين خلَطوا بَينَ الاعتِزالِ والتَّشيُّعِ نَفيَ ما قاله واصِلٌ وعَمرٌو في الصَّحابةِ؛ حيثُ قال نَشْوانُ الحِميَريُّ: (مِن النَّاسِ مَن يقولُ: سُمُّوا مُعتَزِلةً؛ لاعتِزالِهم عليَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السَّلامُ في حُروبِه، وليس كذلك؛ لأنَّ جُمهورَ المُعتَزِلةِ وأكثَرَهم إلَّا القليلَ الشَّاذَ منهم، يقولونَ: إنَّ عليًّا كان على الصَّوابِ، وإنَّ مَن حارَبه فهو ضالٌّ) [53] ((الحور العين)) (ص: 205). .
ولو كان هذا صحيحًا لاهتبَله مُؤرِّخو الشِّيعةِ وذكَروه؛ ليُعزِّزوا مواقِفَهم التي هي مِن جنسِ ما يُردِّدُه المُعتَزِلةُ مِن إلقاءِ الكلامِ بلا دليلٍ.
وابنُ المُرتضى الزَّيديُّ المُعتَزِليُّ لمَّا عدَّد طبقاتِ المُعتَزِلةِ وضَع في الطَّبقةِ الأولى الخُلفاءَ الأربعةَ، وعبدَ اللهِ بنَ العبَّاسِ، وابنَ مسعودٍ، وغَيرَهم، ثُمَّ زعَم أنَّ عليًّا كان يُصرِّحُ بالعَدلِ، أي: يقولُ بالقَدَرِ، وكذلك أبو بكرٍ، وابنُ مسعودٍ، وساق الأخبارَ المُلفَّقةَ عن عُمرَ، وعُثمانَ، وابنِ عبَّاسٍ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ رضِي اللهُ عنهم [54] يُنظر: ((المُنْية والأمل)) (ص: 22- 26) بتصَرُّفٍ. .
فقد زعَم أنَّ هؤلاء أسلافُ مذهَبِ المُعتَزِلةِ والقَدَريَّةِ؛ لترويجِ أفكارِهم الرَّديئةِ، التي كان يبرَأُ منها ابنُ عُمرَ، وابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهم، وكان التَّابِعونَ يلعَنونَ القَدَريَّةَ وانحِرافَهم، فتلك كُلُّها أكاذيبُ عن السَّلفِ -رِضوانُ اللهِ عليهم- مِن غَيرِ دليلٍ ولا حُجَّةٍ، وبعضُها نصوصٌ مبتورةٌ، لا تمُتُّ معانيها إلى الواقِعِ بصِلةٍ [55] يُنظر: ((العقيدة الإسلامية)) لعطا الله المعايطة (ص: 617- 623). .

انظر أيضا: