موسوعة الفرق

المَطلَبُ الأوَّلُ: مراحِلُ نشأةِ فِرقةِ المُعتَزِلةِ


المرحَلةُ الأولى: الجانِبُ القَدَريُّ منها
وهو امتدادٌ لفِرقةِ القَدَريَّةِ الأوائِلِ التي ظهرَت في آخِرِ القَرنِ الأوَّلِ، (نَحوَ سَنةِ 63هـ)، وهي قَدَريَّةُ مَعبَدٍ الجُهَنيِّ (ت 80هـ)، ثُمَّ قَدَريَّةُ غَيلانَ الدِّمشقيِّ (ت 105هـ)؛ حيثُ أصبحَت المُعتَزِلةُ وريثةَ تلك التَّرِكةِ، وأصبَح اسمُ القَدَريَّةِ بَعدَ ذلك يُطلَقُ على المُعتَزِلةِ نَفسِها.
المرحَلةُ الثَّانيةُ: ما أنشَأته المُعتَزِلةُ مِن مبادِئَ جديدةٍ مُبتدَعةٍ حَولَ حُكمِ مُرتكِبِ الكبيرةِ
وهي ما سمَّوه بالمنزِلةِ بَينَ المنزِلتَينِ، وما يتفرَّعُ عنها مِن مقالاتٍ وأحكامٍ، وهذه المقولةُ ظهرَت في آخِرِ القَرنِ الأوَّلِ تقريبًا وأوَّلِ القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ؛ حيثُ حدثَت قصَّتُها في آخِرِ حياةِ الحَسنِ البَصريِّ (ت 110هـ)، وهذه المرحَلةُ اشتَهر وَصفُها بالمُعتَزِلةِ.
المرحَلةُ الثَّالثةُ: مُوافَقةُ الجَهميَّةِ في بعضِ أُصولِهم
وذلك فيما يتعلَّقُ بالصِّفاتِ والسَّمعيَّاتِ مِن تعطيلٍ لها أو تأويلٍ، فكانت المُعتَزِلةُ فيه تَبعًا للجَهميَّةِ؛ إذْ تلقَّفَت أُصولَها في نَفيِ الصِّفاتِ.
والجَهميَّةُ بدأت مقالاتُها في التَّعطيلِ ظاهِرةً على لِسانِ الجَعدِ بنِ دِرهَمٍ (المقتولِ نَحوَ 118هـ)، وهذا بُعَيدَ نُشوءِ مقالةِ المُعتَزِلةِ الأولى.
ولم تكنِ الأُصولُ الخمسةُ التي اشتَهرَت عن المُعتَزِلةِ واضِحةَ المعالِمِ في أوَّلِ نشأتِها، وإن كانت لها جُذورٌ، لكن معَ تطوُّرِ مقولاتِهم تبلورَت حتَّى صارت أُصولًا يكادونَ يتَّفِقونَ عليها في الجُملةِ [44] يُنظر: ((المُعتزِلة نشأتها وأصولها ومناهجها)) للعقل (ص: 135- 137). .

انظر أيضا: