موسوعة الفرق

الفَصلُ الثَّالثُ: من صفاتِ الخَوارِجِ: الصِّدقُ في الحديثِ


رَغْمَ انحرافِ الخَوارِجِ وغُلُوِّهم إلَّا أنَّ المُؤَرِّخين وأصحابَ التَّراجِمِ ذكروا أنَّهم لم يكونوا يمتَهِنون الكَذِبَ؛ لأنَّهم يَعتَبِرونه من صفاتِ الجُبَناءِ الذين لا مكانَ لهم عِندَهم.
قال المُبَرِّدُ: (قال أبو العبَّاسِ: والخَوارِجُ في جميعِ أصنافِها تبْرَأُ من الكاذِبِ ومِن ذي المعصيةِ الظَّاهِرةِ) [247] ((الكامل)) (2/106). .
وقد وصفهم ابنُ تيميَّةَ بأنَّهم (ليسوا ممَّن يتعَمَّدُ الكَذِبَ، بل هم معروفون بالصِّدقِ، حتَّى يقالَ: إنَّ حديثَهم من أصَحِّ الحديثِ) [248] ((منهاج السنة النبوية)) (1/15). .
وقال في تفضيلِهم على الرَّافِضةِ: (هم أصَحُّ منهم عقلًا وقَصدًا، والرَّافضةُ أكذَبُ وأفسَدُ دِينًا) [249] ((منهاج السنة النبوية)) (1/164). .
ووصفَهم ابنُ تيميَّة أيضًا بأنَّ بِدعتَهم لم تكُنْ عن زَندَقةٍ وإلحادٍ، بل كانت عن جَهلٍ وضلالٍ في معرفةِ معاني الكِتابِ [250] يُنظر: ((منهاج السنة النبوية)) (1/15). .

انظر أيضا: