موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ من التَّواصي بالخيرِ عِندَ الأنبياءِ والمُرسَلينَ


التَّواصي بالخيرِ مِن سُنَنِ الأنبياءِ والمُرسَلينَ، وجاء في القُرآنِ والسُّنَّةِ وصايا الأنبياءِ في مواضِعَ؛ منها:
- إبراهيمُ ويعقوبُ عليهما السَّلامُ يوصيانِ أبناءَهما؛ قال تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة: 132] .
قَولُه تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ أي: بالكَلِمةِ التي هي قَولُه: أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لأنَّه أقرَبُ مذكورٍ، أي: قولوا: أسلَمْنا، أو المرادُ بقَولِه: بِهَا أي: بالمِلَّةِ [2138] ((تفسير القرطبي)) (2/135). .
- نوحٌ عليه السَّلامُ يوصي قومَه بتوحيدِ اللهِ سُبحانَه وعَدَمِ الإشراكِ به، ويحَذِّرُهم من عذابِ يومٍ عظيمٍ.
قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأعراف: 59] .
ويوصي نوحٌ عليه السَّلامُ ابنَه عِندَ مَوتِه؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا حضَرَتْه الوفاةُ قال لابنِه: إنِّي قاصٌّ عليك الوصيَّةَ: آمُرُك باثنَتَينِ، وأنهاك عن اثنَتَينِ: آمُرُك بلا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فإنَّ السَّمَواتِ السَّبعَ والأرَضينَ السَّبعَ لو وُضِعَت في كِفَّةٍ، ووُضِعَت لا إلهَ إلَّا اللهُ في كِفَّةٍ؛ رجَحَت بهِنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولو أنَّ السَّمواتِ السَّبعَ والأرَضينَ السَّبعَ كُنَّ حَلْقةً مُبهَمةً، قصَمَتْهنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ. وسُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه؛ فإنَّها صلاةُ كُلِّ شَيءٍ، وبها يُرزَقُ الخَلقُ، وأنهاك عن الشِّركِ والكِبْرِ)) [2139] أخرجه أحمد (6583) واللفظ له، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (548)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (62/286). صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (426)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (809)، وصحَّح إسنادَه ابنُ كثير في ((البداية والنهاية)) (1/112)، والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (1/396). .
- شُعَيبٌ عليه السَّلامُ يوصي قومَه بالتَّوبةِ إلى اللهِ واستغفارِه؛ قال تعالى على لسانِ شُعَيبٍ عليه السَّلامُ: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود: 90] .
- لُقمانُ عليه السَّلامُ ووصاياه لابنِه وما اشتَمَلت عليه من التَّحذيرِ من الإشراكِ، ومُراقبةِ اللهِ، وإقامةِ الصَّلاةِ، والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ، وغيرِ ذلك؛ قال تعالى في مَطلَعِ الآياتِ التي اشتَمَلت على الوصايا: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13] .

انظر أيضا: