موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من التَّواصي بالخيرِ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


- وصيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه بتقوى اللهِ والسَّمعِ والطَّاعةِ لوُلاةِ الأمورِ:
عن العِرباضِ بنِ ساريةَ، قال: وعَظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا بَعدَ صلاةِ الغَداةِ مَوعِظةً بليغةً، ذرَفَت منها العُيونُ، ووَجِلَت منها القُلوبُ، فقال رجُلٌ: إنَّ هذه مَوعِظةُ مُوَدِّعٍ، فماذا تعهَدُ إلينا يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((أوصيكم بتقوى اللهِ والسَّمعِ والطَّاعةِ، وإنْ عَبدٌ حَبَشيٌّ؛ فإنَّه مَن يَعِشْ منكم يرى اختلافًا كثيرًا، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّها ضلالةٌ، فمَن أدرك ذلك منكم فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ)) [2140] أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676) واللفظ له، وابن ماجه (42). صحَّحه الترمذي، والبزار كما في ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (2/1164)، وابن حبان في ((صحيحه)) (5)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (2/1164). .
- وصِيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لابنِ عَبَّاسٍ بجوامِعَ من الخيرِ:
عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: كنتُ خَلفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا، فقال: ((يا غُلامُ، إنِّي أعلِّمُك كَلِماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تَجِدْه تُجاهَك، إذا سألْتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعَنْتَ فاستَعِنْ باللهِ، واعلَمْ أنَّ الأُمَّة لو اجتمَعَت على أن ينفعوك بشَيءٍ لم ينفعوك إلَّا بشَيءٍ قد كتبه اللهُ لك، واعلَمْ أنَّ الأُمَّة لو اجتمَعَت على أن يضُرُّوك بشَيءٍ لم يضرُّوك إلَّا بشَيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجَفَّت الصُّحُفُ)) [2141] أخرجه الترمذي (2516) واللفظ له، وأحمد (2669). صحَّحه الترمذي، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2516)، وصحَّحه لغيره الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (699)، وحسَّنه ابن حجر في ((موافقة الخبر الخبر)) (1/327). .
- وصِيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا بَعَث أميرًا بالتَّقوى والتِزامِ تعاليمِ الإسلامِ في الجِهادِ:
عن سُلَيمانَ بنِ بُرَيدةَ، عن أبيه، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أمَّر أميرًا على جيشٍ، أو سَرِيَّةٍ، أوصاه في خاصَّتِه بتقوى اللهِ، ومَن معه مِن المُسلِمينَ خَيرًا، ثمَّ قال: اغزُوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ، قاتِلوا مَن كَفَر باللهِ، اغزُوا ولا تَغُلُّوا، ولا تَغدِروا، ولا تَمْثُلوا، ولا تَقتُلوا وليدًا)) الحديثَ [2142] أخرجه مسلم (1731). .
- وَصِيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لسُفيانَ بنِ عَبدِ اللهِ الثَّقَفيِّ بالإيمانِ والاستقامةِ:
عن سُفيانَ بنِ عَبدِ اللهِ الثَّقَفيِّ، قال: ((قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسلامِ قولًا لا أسألُ عنه أحدًا بَعدَك، قال: قُلْ: آمَنتُ باللهِ، فاستَقِمْ)) [2143] أخرجه مسلم (38). .
- وَصِيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمُعاذٍ بذِكرٍ خاصٍّ بَعدَ الصَّلاةِ:
عن معاذِ بنِ جَبَلٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذ بيَدِه، وقال: ((يا مُعاذُ، واللهِ إنِّي لأحبُّك، واللهِ إنِّي لأحِبُّك، فقال: أوصيك يا مُعاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهُمَّ أعنِّي على ذِكْرِك، وشُكرِك، وحُسنِ عبادتِك)) [2144] أخرجه أبو داود (1522) واللفظ له، والنسائي (1303)، وأحمد (22119). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (2021)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (1010)، وابن كثير في ((البداية والنهاية)) (7/97)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/297). .

انظر أيضا: