موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من التَّواصي بالخيرِ عِندَ السَّلَفِ


-وصيَّةُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ لأبنائِه:
قال عبدُ المَلِكِ بنِ مَروانَ لبَنيه: (كُفُّوا الأذى، وابذُلوا المعروفَ، واعفُوا إذا قدَرْتُم، ولا تَبخَلوا إذا سُئِلتُم، ولا تُلحِفوا إذا سَألتُم؛ فإنَّه مَن ضَيَّق ضُيِّق عليه، ومن أعطى أخلَفَ اللهُ عليه) [2156] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/99). .
- وصيَّةُ أمِّ سُفيانَ الثَّوريِّ لابنِها سُفيانَ:
عن وكيعِ بنِ الجرَّاحِ يقولُ: قالت أمُّ سُفيانَ الثَّوريِّ لسُفيانَ: (يا بُنَيَّ اطلُبِ العِلمَ وأنا أكفيك مِن مِغْزَلي، يا بُنَيَّ إذا كتَبْتَ عَشَرةَ أحاديثَ فانظُرْ هل ترى في نفسِك زيادةً في مِشيتِك وحِلْمِك ووقارِك، فإنْ لم تَرَ ذلك فاعلَمْ أنَّه لا يَضُرُّك ولا ينفَعُك) [2157] ((تاريخ جرجان)) للسهمي (ص: 492). .
- وصيَّةُ أعرابيَّةٍ لابنٍ لها:
عن الأصمَعيِّ قال: سَمِعتُ أعرابيَّةً توصي ابنًا لها، وقد أراد سَفَرًا، فقالت له: (يا بُنَيَّ احفَظْ وصِيَّتي، ومحِّصْ نصيحتي، وأنا أسأَلُ اللهَ توفيقَه لك؛ فإنَّ قليلَ توفيقِه لك أجدى عليك من كثيرِ نُصحي، يا بُنَيَّ إيَّاك والنَّمائِمَ؛ فإنَّها تزرَعُ الضَّغائِنَ، وتُنبِتُ الشَّحائِنَ، وتُفَرِّقُ بَينَ المحبِّينَ، يا بُنَيَّ إيَّاك والبُخلَ بمالِك، والجُودَ بعِرْضِك، والبَذْلَ لدِينِك، بل كُنْ بمالِك جَوَادًا، ولعِرْضِك صائِنًا، ولدِينِك مُوقِيًا، يا بُنَيَّ إذا هُزِزْتَ فاهتَزَّ، وإذا هَزَزْتَ فاهزُزْ كريمًا؛ فإنَّك تجِدُ طِيبَ مَهَزَّتِه، ولا تهْزُزْ لئيمًا؛ فإنَّها صخرةٌ لا ينفَجِرُ ماؤُها، يا بُنَيَّ وانظُرْ ما استحسَنْتَه لغَيرِك فمَثِّلْه لنَفسِك، وما كَرِهْتَه لغَيرِك فاجتَنِبْه ودَعْه)، ثمَّ أنشَأَت تقولُ:
صافِ الكرامَ وكُنْ لعِرْضِك صائِنًا
واعلَمْ بأنَّ أخا الحِفاظِ أخوكا
النَّاسُ ما استَغنَيتَ أنت أخوهُمُ
فإذا افتقَرْتَ إليهِمُ رَفَضوكا [2158] أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (10429). .
- وصيَّةُ يونُسَ بنِ عُبَيدٍ لرَجُلٍ بتقوى اللهِ:
قال رَجُلٌ ليُونُسَ بنِ عُبَيدٍ: أوصِني، فقال: (أوصيك بتقوى اللهِ والإحسانِ؛ فإنَّ اللهَ مع الذين اتَّقَوا والذين هم مُحسِنون) [2159] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/406). .
- وصيَّةُ ابنِ السَّمَّاكِ الواعِظِ لأخيه بجوامِعَ من الخيرِ:
كتَب ابنُ السَّمَّاكِ الواعِظُ إلى أخٍ له: (أمَّا بَعدُ، فأوصيك بتقوى اللهِ الذي هو نَجيُّك في سريرتِك، ورَقيبُك في علانِيَتِك؛ فاجعَلِ اللهَ من بالِك على كُلِّ حالِك في ليلِك ونهارِك، وخَفِ اللهَ بقَدْرِ قُربِه منك، وقُدرتِه عليك، واعلَمْ أنَّك بعَينِه ليس تخرُجُ من سُلطانِه إلى سُلطانِ غَيرِه، ولا مِن مُلكِه إلى مُلكِ غَيرِه؛ فلْيَعظُمْ منه حِذْرُك، وليَكثُرْ منه وَجَلُك، والسَّلامُ) [2160] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/408). .
- وصيَّةُ الحَسَنِ بنِ الحُرِّ لقُرَّاءِ أهلِ الكوفةِ في فِتنةٍ وقَعَت بها:
عن عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ العِجْليِّ قال: (هاجَت فِتنةٌ بالكوفةِ، فعَمِل الحَسَنُ بنُ الحُرِّ طعامًا كثيرًا، ودعا قُرَّاءَ أهلِ الكوفةِ، فكَتَبوا كتابًا يأُمرون فيه بالكَفِّ، ويَنهَونَ عن الفِتنةِ، فدَعَوه فتكلَّم بثلاثِ كَلِماتٍ، فاستَغنَوا بهنَّ عن قراءةِ ذلك الكتابِ، فقال: رَحِمَ اللهُ امرأً مَلَك لِسانَه، وكَفَّ يَدَه، وعالجَ ما في صَدرِه، تفَرَّقوا؛ فإنَّه كان يُكرَهُ طُولُ المجلِسِ) [2161] ((تهذيب الكمال)) للمزي (6/82). .
- وصيَّةُ المُعافى بنِ عِمرانَ لمحمَّدِ بنِ عَوفِ بنِ سُفيانَ بالاشتِغالِ بالعِلمِ:
قال محمَّدُ بنُ عَوفِ بنِ سُفيانَ: (كُنتُ ألعَبُ بالكُرةِ وأنا حَدَثٌ، فدخَلَتِ الكُرةُ المسجِدَ حتَّى وَقَعت بالقُربِ من المُعافى بنِ عِمرانَ، فدخَلْتُ لآخُذَها، فقال لي: يا فتى، ابنُ مَن أنت؟ قُلتُ: أنا ابنُ عَوفٍ، قال: ابنُ سُفيانَ؟ قُلتُ: نعَمْ، فقال: أمَا إنَّ أباك كان من إخوانِنا، وكان ممَّن يكتُبُ معنا الحديثَ والعِلمَ، والذي يُشبِهُك أن تَتْبَعَ ما كان عليه والِدُك، فصِرْتُ إلى أمِّي فأخبَرْتُها فقالت: صدَقَ يا بُنَيَّ، هو صديقٌ لأبيك، فألبسَتْني ثوبًا من ثيابِه وإزارًا من أُزُرِه، ثمَّ جِئتُ إلى المُعافى بنِ عِمرانَ ومعي مِحْبَرةٌ ووَرَقٌ) [2162] ((معجم البلدان)) للحموي (2/304). .

انظر أيضا: