موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: مَظاهرُ الكَسَلِ والفُتورِ وصُوَرُهما


1- كثرةُ النَّومِ.
2- التَّثاقُلُ في أداءِ الفرائِضِ والواجِباتِ، ومِنها النَّومُ عن صَلاةِ الفجرِ.
3- التَّكاسُلُ عن أداءِ السُّنَنِ والنَّوافِلِ.
4- التَّكاسُلُ في الوظيفةِ والعَمَلِ عن أداءِ الواجِباتِ.
5- البَطالةُ والاتِّكالُ على الغَيرِ في أُمورِ المَعيشةِ.
6- التَّكاسُلُ في الدِّراسةِ والتَّعَلُّمِ والمُذاكَرةِ والمُطالعةِ.
قال الإبراهيميُّ: (شَبابُنا المُتَعَلِّمُ كسولٌ عن المُطالَعةِ، والمُطالَعةُ نِصفُ العِلمِ أو ثُلُثاه) [6272] ((آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)) (1/ 154). .
7- تَكاسُلُ المَرءِ عن تَنميةِ مَهاراتِه وتَطويرِ نَفسِه.
8- التَّكاسُلُ عن إصلاحِ النَّفسِ ومُعالجةِ آفاتِها.
9- تَضييعُ الأوقاتِ فيما لا فائِدةَ فيه.
10- السَّرَفُ ومُجاوزةُ الحَدِّ في تَعاطي المُباحاتِ والاهتِمامِ الزَّائِدِ بالدُّنيا وبالنَّفسِ مَأكلًا ومَشرَبًا ومَلبَسًا ومَركَبًا.
11- عَدَمُ الشُّعورِ بالمَسؤوليَّةِ مِن مَظاهرِ الكَسَلِ والفُتورِ:
(عَدَمُ استِشعارِ المَسؤوليَّةِ المُلقاةِ على عاتِقِه، والتَّساهُلُ والتَّهاوُنُ بالأمانةِ التي حَمَّله اللهُ إيَّاها، فلا تَجِدُ لدَيه الإحساسَ بعِظَمِ هذه الأمانةِ، واللهُ سُبحانَه وتعالى يقولُ: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب: 72] ، وقد تُحدِّثُه ساعةً ويُحَدِّثُك أُخرى، فلا تَجِدُ أنَّ هَمَّ الدَّعوةِ يجري في عُروقِه، أو يُؤَرِّقُ جُفونَه ويَقضُّ مَضجَعَه. ومِمَّا يَلحَقُ بهذا البابِ أنَّك تَجِدُ هذا الفاتِرَ أصبَحَ يعيشُ بلا هَدَفٍ أو غايةٍ ساميةٍ، فهَبَطَت اهتِماماتُه، وسَفُلَت غاياتُه، وذَلَّت مَطامِحُه ومَآرِبُه. وتَبَعًا لذلك فلا قَضايا المُسلمينَ تَشغَلُه، ولا مَصائِبُهم تَحزُنُه، ولا شُؤونُهم تَعنيه، وإن حَدَثَ شَيءٌ مِن ذلك فعاطِفةٌ سُرعانَ ما تَبرُدُ وتَخمُدَ ثُمَّ تَزولُ!) [6273] ((الفتور)) لناصر العمر (ص: 37). .
أسبابُ الوُقوعِ في الكَسَلِ والفُتورِ:
1- النِّفاقُ يورِثُ الكَسَلَ في العِبادةِ لا مَحالةَ.
2- ضَعفُ الإيمانِ.
3- التَّسويفُ، وهو داءٌ عُضالٌ ومَرَضُ قَتَّالٌ؛ إذ إنَّ (سَوف) جُندٌ مِن جُنودِ إبليسَ، قال الشَّاعِرُ:
 ولا أُؤَخِّرُ شُغلَ اليومِ عن كَسَلٍ
 إلى غَدٍ إنَّ يومَ العاجِزينَ غَدُ [6274] ((الهمة طريق إلى القمة)) لمحمد بن حسن الشريف (ص 55).
4- شِبَعُ البَطنِ؛ قال ابنُ قُدامةَ: (كثرةُ الأكلِ تورِثُ الكَسَلَ والفُتورَ) [6275] ((مختصر منهاج القاصدين)) للمقدسي (1/37). .
5- تَركُ ذِكرِ اللهِ والطَّهارةِ والصَّلاةِ عِندَ الاستيقاظِ؛ ففي الحَديثِ: ((يعقِدُ الشَّيطانُ على قافيةِ رَأسِ أحَدِكم إذا هو نام ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضرِبُ كُلَّ عُقدةٍ: عليك ليلٌ طَويلٌ فارقُدْ، فإن استَيقَظَ فذَكرَ اللهَ انحَلَّت عُقدةٌ، فإن تَوضَّأ انحَلَّت عُقدةٌ، فإن صَلَّى انحَلَّت عُقدةٌ، فأصبَحَ نَشيطًا طَيِّبَ النَّفسِ، وإلَّا أصبَحَ خَبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ)) [6276] رواه البخاري (1142) واللفظ له، ومسلم (776) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
6- كثرةُ التَّثاؤُب مَعَ عَدَمِ دَفعِه، وفتحِ الفَمِ، عن أبي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه مَرفوعًا: ((إذا تَثاءَبَ أحَدُكم فليُمسِكْ بيدِه على فيه)) [6277] رواه مسلم (2995) مطوَّلًا. ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((التَّثاؤُبُ مِن الشَّيطانِ)) [6278] رواه البخاري (3289)، ومسلم (2994) مطوَّلًا من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. ، فالتَّثاؤُبُ إنَّما يكونُ مَعَ ثِقَلِ البَدَنِ وامتِلائِه، وعِندَ استِرخائِه للنَّومِ، ومَيلِه إلى الكَسَلِ، فصارَ التَّثاؤُبُ مَذمومًا؛ لأنَّه يُثَبِّطُ عن الخَيراتِ [6279] ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 141). .
 7- التَّواكُلُ اعتِمادًا على فهمٍ مَغلوطٍ أنَّه لا حاجةَ للعَمَلِ؛ لأنَّ قدَرَ اللهِ ماضٍ، سَواءٌ عَمِل أم لم يعمَلْ، فيُؤَدِّي بهم ذلك التَّواكُلُ إلى العَجزِ والكَسَلِ.
8- السَّهَرُ باللَّيلِ يوجِبُ الكَسَلَ بالنَّهارِ عَمَّا تَجِبُ الحُقوقُ فيه مِن الطَّاعاتِ ومَصالحِ الدُّنيا والدِّينِ [6280] ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (2/342). .
9- حُبُّ الرَّاحةِ والدَّعةِ، وإيثارُ البَطالةِ.
10- الضَّعفُ في التَّربيةِ:
 (والحَقيقةُ التي لا يُمكِنُ إنكارُها أنَّ هناك ضَعفًا ظاهرًا في تَربيةِ رِجالِ الأُمَّةِ وشَبابِها، بل ونِسائِها، وأصبَحَ الالتِزامُ مَظهَرًا عامًّا في داخِلِه دَخَنٌ عِندَ كثيرٍ مِن المُلتَزِمينَ، قد لا يثبُتُ عِندَ مواجَهةِ الشَّدائِدِ والمِحَنِ. فالصِّلةُ باللهِ ضَعيفةٌ، والعِلمُ قَليلٌ، والتَّجرِبةُ مَحدودةٌ، بَينَما المَشاعِرُ فيَّاضةٌ، والحَماسُ طاغٍ، وقد يَسُرُّ النَّاظِرينَ، كالسَّرابِ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا [النور: 39] ، إلَّا مَن عَصَم اللهُ، ووُفِّقَ وثَبَتَ. ومِمَّا تَجِبُ الإشارةُ إليه في بابِ ضَعفِ التَّربيةِ ما يلي:
أ- ضَعفُ البداياتِ، وعَدَمُ بناءِ الشَّخصيَّةِ المُسلمةِ على أُسُسٍ قَويَّةٍ مُؤَصَّلةٍ؛ مِمَّا يجعَلُها هَزيلةً غَيرَ مُتَمَكِّنةٍ، تَميلُ إلى ما قامَت عليه وتَحِنُّ إليه، مِمَّا يجعَلُ صاحِبَها يُعاني أيَّما مُعاناةٍ.
ب- عَدَمُ التَّدريبِ على المُبادَرةِ، بل أحيانًا تَربيةُ الفردِ على السَّلبيَّةِ وانتِظارِ التَّكاليفِ، فهو إمَّعةٌ ومُقَلِّدٌ. ج- ضَعفُ الثِّقةِ بالنَّفسِ، والخَوفُ مِن الإحباطِ والفشَلِ، والتَّهَيَّبُ مِن كُلِّ جَديدٍ.
د- الغَفلةُ عن مَبدَأِ الثَّوابِ والعِقابِ، أو إساءةُ استِخدامِه.
ه- التَّعنيفُ في المُحاسَبةِ، وتَضخيمُ الأخطاءِ، وكثرةُ العِتابِ، وعَدَمُ مُراعاةِ الفُروقِ الفرديَّةِ، والظُّروفِ الاجتِماعيَّةِ؛ مِمَّا يُسَبِّبُ للشَّابِّ نُفورًا ووحشةً وإحباطًا.
و- إبرازُ الشَّخصِ وتَحميلُه مَسئوليَّاتٍ كبيرةً قَبل نُضجِه وإعدادِه وتَربيتِه، وهذا بَلاءٌ عَواقِبُه وخيمةٌ في العاجِلِ أو الآجِلِ) [6281] ((الفتور)) لناصر العمر (ص: 71). .

انظر أيضا: