موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الكَسَلِ والفُتورِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفرقُ بَينَ الفُتورِ والكَسَلِ:
أنَّ الكَسَلَ هو التَّثاقُلُ والتَّراخي عَمَّا ينبَغي مَعَ القُدرةِ، وأمَّا الفُتورُ فهو الكَسَلُ والتَّراخي، ولكِنْ بَعدَ الجِدِّ والنَّشاطِ [6219] يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/43)، ((فيض القدير)) للمناوي (2/154). .
الفرقُ بَينَ العَجزِ والكَسَلِ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (وأمَّا الكَسَلُ فيتَولَّدُ عنه الإضاعةُ والتَّفريطُ والحِرمانُ وأشَدُّ النَّدامةُ، وهو مُنافٍ للإرادةِ.... والعَجزُ والكَسَلُ قَرينانِ، فإنَّ تَخَلُّفَ مَصلحةِ العَبدِ وكمالِه ولذَّتِه وسُرورِه عنه إمَّا أن يكونَ مَصدَرُه عَدَمَ القُدرةِ فهو العَجزُ، أو يكونَ قادِرًا عليه، لكِن تَخَلَّفَ لعَدَمِ إرادَتِه، فهو الكَسَلُ، وصاحِبُه يُلامُ عليه ما لا يُلامُ على العَجزِ، وقد يكونُ العَجزُ ثَمَرةَ الكَسَلِ، فيُلامُ عليه أيضًا، فكثيرًا ما يَكسَلُ المَرءُ عن الشَّيءِ الذي هو قادِرٌ عليه وتضعُفُ عنه إرادتُه، فيُفضي به إلى العَجزِ عنه... وإلَّا فالعَجزُ الذي لم تُخلَقْ له قُدرةٌ على دَفعِه، ولا يدخُلُ مَعجوزُه تَحتَ القُدرةِ لا يُلامُ عليه) [6220] ((مفتاح دار السعادة)) (1/113). .
وقال ابنُ القَيِّمِ أيضًا: (والعَجزُ والكَسَلُ قَرينانِ، وهما مِن أسبابِ الألمِ؛ لأنَّهما يستَلزِمانِ فواتَ المَحبوبِ، فالعَجزُ يستَلزِمُ عَدَمَ القُدرةِ، والكَسَلُ يستَلزِمُ عَدَمَ إرادَتِه) [6221] ((بدائع الفوائد)) (2/207). .

انظر أيضا: