موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: حُكمُ العُجْبِ


العُجْبُ كبيرةٌ من كبائِرِ الذُّنوبِ التي تستحِقُّ غَضَبَ اللَّهِ ومَقْتَه، وعذابَه في الدُّنيا والآخِرةِ.
فهو سَجِيَّةٌ مذمومةٌ، وطَبعٌ سَيِّئٌ مبغوضٌ؛ قال ابنُ حزمٍ: (إنَّ العُجْبَ من أعظَمِ الذُّنوبِ وأمحقِها للأعمالِ، فتحَفَّظوا، حَفِظَنا اللَّهُ وإيَّاكم من العُجْبِ والرِّياءِ) [4847] ((رسائل ابن حزم)) (3/180). .
ويقولُ الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ العُجْبَ مذمومٌ في كتابِ اللَّهِ تعالى وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ قال اللَّهُ تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا [التوبة: 25] ، ذكَر ذلك في مَعرِضِ الإنكارِ، وقال عزَّ وجَلَّ: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا [الحشر: 2] ، فرَدَّ على الكُفَّارِ في إعجابِهم بُحصونِهم وشَوكتِهم، وقال تعالى: وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف: 104] ) [4848] ((إحياء علوم الدين)) (3/369). .
بل عدَّه ابنُ تَيميَّةَ من بابِ الإشراكِ بالنَّفسِ، فقال: (وكثيرًا ما يُقرَنُ الرِّياءُ بالعُجْبِ؛ فالرِّياءُ من بابِ الإشراكِ بالخَلقِ، والعُجْبُ من بابِ الإشراكِ بالنَّفسِ، وهذا حالُ المُستكبِرِ، فالمُرائي لا يحقِّقُ قولَه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، والمُعجَبُ لا يحقِّقُ قولَه: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فمن حَقَّق قولَه إِيَّاكَ نَعْبُدُ خَرَج عن الرِّياءِ، ومَن حَقَّق قَولَه: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ خرَجَ عن الإعجابِ) [4849] ((الفتاوى الكبرى)) (5/248). .

انظر أيضا: