موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القرآنِ الكريمِ


وردت عدَّةُ آياتٍ في ذمِّ الإطراءِ والنَّهيِ عنه؛ منها:
1- قال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ [النساء: 171] .
ينهى تعالى أهلَ الكتابِ عن الغُلُوِّ والإطراءِ، وهذا كثيرٌ في النَّصارى؛ فإنَّهم تجاوزوا حدَّ التَّصديقِ بعيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، حتَّى رفعوه فوقَ المنزلةِ التي أعطاه اللهُ إيَّاها، فنقلوه من حيِّزِ النُّبوَّةِ إلى أن اتَّخَذوه إلهًا من دونِ اللهِ يعبُدونَه كما يعبُدونَه [409] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/ 477). .
2- وقوُله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ [النساء: 49] نهى عن مدحِ الإنسانِ نفسَه، قال قتادةُ: (وهم أعداءُ اللهِ اليهودُ، زكَّوا أنفُسَهم بأمرٍ لم يبلُغوه، فقالوا: نحن أبناءُ اللهِ وأحبَّاؤه، وقالوا: لا ذنوبَ لنا) [410] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (7/ 124). ، وقد أجمع العُقَلاءُ على استقباحِ تزكيةِ المرءِ لنفسِه بالقَولِ، ومدحِها ولو بالحقِّ، ولَتزكيتُها بالباطِلِ أشدُّ قُبحًا، وهذا النَّوعُ من التَّزكيةِ مصدرُه الجهلُ والغرورُ، ومن آثارِه العتُوُّ والاستكبارُ عن قَبولِ الحقِّ، والانتفاعِ بالنُّصحِ [411] ((تفسير المنار)) (5/123). .
3- وقولُه تعالى: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران: 188] ، أي: لا تحسبنَّ -يا محمَّدُ- الذين يفرَحونَ بمعصيتِهم إيَّاي، ويحبُّون أن يحمَدَهم النَّاسَ بأنَّهم أهلُ طاعةٍ للهِ وعبادةٍ وصلاةٍ وصومٍ واتباعٍ لوحيِه؛ فلا تظُنَّهم بمنجاةٍ من عذابِ اللهِ [412] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (6/ 307). .فـحَمدُ الفاعِلِ على ما لا يكونُ فِعلًا له باطِلٌ قبيحٌ؛ لقولِه تعالى: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا [413] ((مفاتيح الغيب)) للرازي (1/ 184). .

انظر أيضا: