موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


1- البَعضُ يعتَقِدُ أنَّ الجَهرَ بالقَولِ الذي فيه إساءةٌ للظَّالمِ، في حُدودِ ما يُبَيِّنُ الظُّلمَ ويُمكِّنُه مِن رَفعِه دونَ مُجاوزةٍ لذلك، يدخُلُ في الإساءةِ المُحَرَّمةِ، وهذا خَطَأٌ، فهذا الضَّربُ مُستثنًى، قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء: 148] .
قال الألوسيُّ: (أي: لا يُحِبُّ اللهُ سُبحانَه أن يُعلنَ أحَدٌ بالسُّوءِ كائِنًا مِنَ القَولِ إلَّا مَنْ ظُلِمَ أي: إلَّا جَهْرَ مَن ظُلمَ؛ فإنَّه غَيرُ مَسخوطٍ عِندَه تعالى، وذلك بأن يدعوَ على ظالمِه أو يتَظَلَّمَ مِنه ويَذكُرَه بما فيه مِنَ السُّوءِ) [259] ((روح المعاني)) (3/ 177). .
وقال السَّعديُّ: (يُخبرُ تعالى أنَّه لا يُحِبُّ الجَهرَ بالسُّوءِ مِنَ القَولِ، أي: يُبغِضُ ذلك ويمقُتُه ويُعاقِبُ عليه، ويشمَلُ ذلك جَميعَ الأقوالِ السَّيِّئةِ التي تَسوءُ وتَحزُنُ، كالشَّتمِ والقَذفِ والسَّبِّ ونَحوِ ذلك؛ فإنَّ ذلك كُلَّه مِنَ المَنهيِّ عنه الذي يُبغِضُه اللهُ. ويدُلُّ مَفهومُها أنَّه يُحِبُّ الحَسَنَ مِنَ القَولِ، كالذِّكرِ والكلامِ الطَّيِّبِ اللَّيِّنِ. وقَولُه: إلَّا مَنْ ظُلِمَ أي: فإنَّه يجوزُ له أن يدعوَ على مَن ظَلمَه ويتَشَكَّى مِنه، ويجهَرَ بالسُّوءِ لمَن جَهرَ له به، مِن غَيرِ أن يكذِبَ عليه ولا يزيدَ على مَظلمَتِه، ولا يتَعَدَّى بشَتمِه غَيرَ ظالمِه، ومَعَ ذلك فعَفوُه وعَدَمُ مُقابَلتِه أَولى) [260] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 212). .

انظر أيضا: