موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسِعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ التَّنازُعِ والاختِلافِ


1- أن يكونَ الأصلُ والمَرجِعُ لكُلِّ إنسانٍ هو الكِتابَ والسُّنَّةَ، فعِندَئِذٍ يقِلُّ التَّنازُعُ.
2- الإيثارُ في الأُمورِ الدُّنيويَّةِ، وأن يُحِبَّ المَرءُ لأخيه مِنَ الخَيرِ ما يُحِبُّه لنَفسِه.
3- الزُّهدُ في الدُّنيا؛ فإنَّه يُقَلِّلُ التَّنازُعَ عليها.
4- أن يستَحضِرَ المَرءُ شُؤمَ الاختِلافِ والتَّنازُعِ وخَطَرَهما على الأُمَمِ والأفرادِ.
5- السَّعيُ في الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، ونَبذُ أسبابِ التَّهاجُرِ والتَّنازُعِ بَينَهم؛ قال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114] .
قال القُرطُبيُّ: (قَولُه تعالى: أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ، وفي كُلِّ شَيءٍ يقَعُ التَّداعي والاختِلافُ فيه بَينَ المُسلمينَ، وفي كُلِّ كلامٍ يُرادُ به وَجهُ اللهِ تعالى) [154] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/ 384). .
وقال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الأنفال: 1] (وذاتُ البَينِ: هي صاحِبةُ البَينِ، والبَينُ في كلامِ العَرَبِ يأتي على وجهَينِ مُتَضادَّينِ: فيأتي بمَعنى الفُرقةِ، ويأتي بمَعنى الوَصلِ. وإصلاحُ ذاتِ البَينِ على المَعنى الأوَّلِ يكونُ بمَعنى إصلاحِ صاحِبةِ الفُرقةِ بَينَ المُسلمينَ، وإصلاحُها يكونُ بإزالةِ أسبابِ الخِصامِ، أو بالتَّسامُحِ والعَفوِ، أو بالتَّراضي على وجهٍ مِنَ الوُجوه، وبهذا الإصلاحِ يذهَبُ البَينُ، وتَنحَلُّ عُقدةُ الفُرقةِ. أمَّا إصلاحُ ذاتِ البَينِ على المَعنى الثَّاني فيكونُ بمَعنى إصلاحِ صاحِبةِ الوَصلِ والتَّحابُبِ والتَّآلُفِ بَينَ المُسلمينَ، وإصلاحُها يكونُ برَأبِ ما تصَدَّع مِنها، وإزالةِ الفسادِ الذي دَبَّ إليها بسَبَبِ الخِصامِ والتَّنازُعِ على أمرٍ مِن أُمورِ الدُّنيا، واللهُ تَبارَك وتعالى أمر المُؤمِنينَ بأن يُصلِحوا ذاتَ بَينِهم ويُطيعوا اللهَ ورَسولَه إن كانوا مُؤمِنينَ حَقًّا؛ فمِن صِفاتِ المُؤمِنينَ المُتَّقينَ أنَّهم يُصلِحونَ ذاتَ بَينِهم، فإذا نَشَأ بَينَهم وبَينَ إخوانٍ لهم خِصامٌ على أمرٍ مِن أُمورِ الدُّنيا أسرَعوا إلى إصلاحِه بأنفُسِهم، ولو لم يتَدَخَّلْ بَينَهم وبَينَ إخوانِهم وُسَطاءُ) [155] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني (2/ 230). .

انظر أيضا: