موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفرقُ بَينَ التَّنازُعِ والاختِلافِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفرقُ بَينَ التَّنازُعِ والاختِلافِ
قال الرَّاغِبُ: (الاختِلافُ والمُخالفةُ: أن يأخُذَ كُلُّ واحِدٍ طَريقًا غَيرَ طَريقِ الآخَرِ في حالِه أو قَولِه، والخِلافُ أعَمُّ مِنَ الضِّدِّ؛ لأنَّ كُلَّ ضِدَّينِ مُختَلفانِ، وليسَ كُلُّ مُختَلفينِ ضِدَّينِ، ولمَّا كان الاختِلافُ بَينَ النَّاسِ في القَولِ قد يقتَضي التَّنازُعَ استُعيرَ ذلك للمُنازَعةِ والمُجادَلةِ، قال: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ [مريم: 37] ، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [هود: 118] ، وَاخْتِلَافِ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [الروم: 22] ، عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [النبأ: 1 - 3] ، إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ [الذاريات: 8]) [71] ((المفردات في غريب القرآن)) (ص: 294). .
وأيضًا فالاختِلافُ لا يحمِلُ مَعنى المُنازَعةِ؛ فقد يحصُلُ الاختِلافُ ولا تَحصُلُ المُنازَعةُ، أمَّا المُنازَعةُ فهي اختِلافٌ مَعَ مُعاداةٍ ومُخاصَمةٍ [72] ((موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)) (2/54). .
الفرقُ بَينَ المُنازَعةِ والمُطالبةِ:
قال أبو هلالٍ العَسكريُّ: (المُطالبةُ تَكونُ بما يُعرَفُ به المَطلوبُ، كالمُطالبةِ بالدَّينِ، ولا تَقَعُ إلَّا مَعَ الإقرارِ به، وكذلك المُطالبةُ بالحُجَّةِ على الدَّعوى، والدَّعوى قَولٌ يعتَرِفُ به المُدَّعي، والمُنازِعةُ لا تَكونُ إلَّا فيما يُنكِرُ المَطلوبَ، ولا يقَعُ فيما يعتَرِفُ به الخَصمانِ مُنازَعةٌ) [73] ((الفروق اللغوية)) (ص: 64). .
الفرقُ بَينَ الاختِلافِ والخِلافِ:
مِن أهلِ العِلمِ مَن فرَّقَ بَينَ الاختِلافِ والخِلافِ، فجعَل الاختِلافَ: ما يستَنِدُ إلى دَليلٍ، والخِلافَ ما لا يستَنِدُ إلى دَليلٍ، والاختِلافُ مِن آثارِ الرَّحمةِ، والخِلافُ مِن آثارِ البدعةِ، إلى غَيرِ ذلك [74] يُنظَر: ((الكليات)) (ص: 61، 62). .
 ومِن أهلِ العِلمِ من ذَهَب إلى أنَّ الخِلافَ كالاختِلافِ، وأنَّهما مُتَرادِفانِ [75] يُنظَر: ((الاختلاف في ميزان السنة)) لعبد اللهِ شعبان (ص: 15). .

انظر أيضا: