موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: آثارُ التَّنازُعِ والاختِلافِ


1- الاختِلافُ والتَّنازُعُ يجعَلُ المُسلمينَ فِرَقًا وأحزابًا، كُلٌّ يتبَعُ ما يهواه ويُريدُه.
2- حُدوثُ الضَّغينةِ بَينَ المُتَنازِعينَ خاصَّةً إذا ما انتَصَرَ أحَدُهم على الآخَرِ.
3- عادةً ما يُصاحِبُ تلك المُنازَعاتِ التَّطاوُلُ مِن أحَدِ الجانِبَينِ -أو كِليهما- على الآخَرِ؛ إمَّا بسَبٍّ، أو عَيبٍ، أوِ انتِقاصٍ.
4- حِرمانُ الخَيرِ كما في قِصَّةِ تَلاحي الصَّحابيَّينِ في المَسجِدِ.
5- قد يلجَأُ أحَدُ المُتَنازِعين للكذِبِ وشَهادةِ الزُّورِ لنُصرةِ قَولِه ورَأيِه.
6- الاختِلافُ والتَّنازُعُ قد يُفضي إلى المُقاتَلةِ، وهي تُؤَدِّي إلى الهَرجِ وسَفكِ الدِّماءِ وإذهابِ النُّفوسِ المُفضي إلى انقِطاعِ النَّوعِ [141] يُنظَر: ((العبر وديوان المبتدأ والخبر)) لابن خلدون (1/ 234، 235). ، ولا سيَّما في التَّنازُعِ على المُلكِ؛ ولهذا كانوا يقولونَ: (المُلكُ عَقيمٌ) يُريدونَ أنَّ المَلِكَ لو نازَعَه ولدُه المَلِكُ لقَطّعَ رَحِمَه حتَّى يُهلِكَه، فكأنَّه عَقيمٌ لم يولَدْ له! وإنَّما ذلك مِنَ الانفِرادِ بالمُلكِ، وأنْ ليسَ في المُلكِ شَريكٌ، فكأنَّه لذلك عَقيمُ) [142] ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 148). .
7- سُقوطُ الدُّولِ واستيلاءُ الأعداءِ عليها، كما حَدَثَ في الأندَلُسِ، وكان سُقوطُها بسَبَب عِدَّةِ عَوامِلَ، مِن أهَمِّها تنازُعُ مُلوكِ الطَّوائِفِ فيها وتَفرُّقُهم.
7- وُقوعُ الاختِلافِ والتَّنازُعِ والتَّشاجُرِ يرفعُ البَرَكةَ [143] ((فتح الباري)) لابن حجر (8/ 133). .
8- الاختِلافُ والتَّنازُع يُؤَدِّي إلى التَّدابُرِ والتَّقاطُعِ.
9- التَّنازُعُ مِن أسبابِ الفَشَلِ وذَهابِ القوَّةِ.
قال تعالى: وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال: 46] .
فقد (نَهى اللهُ جَلَّ وعَلا المُؤمِنينَ في هذه الآيةِ الكريمةِ عنِ التَّنازُعِ، مُبَيِّنًا أنَّه سَبَبُ الفشَلِ، وذَهابِ القوَّةِ) [144] ((أضواء البيان)) للشنقيطي (2/ 102). .
10- الاختِلافُ والتَّنازُعُ قد يُؤَدِّي إلى تَركِ الإنصافِ وجَحَدِ ما مَعَ المُخالفِ مِن حَقٍّ.
قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [البقرة: 113] .
قال ابنُ عَطيَّةَ: (وفي هذا مِن فِعلِهم كُفرُ كُلِّ طائِفةٍ بكِتابِها؛ لأنَّ الإنجيلَ يتَضَمَّنُ صِدقَ موسى وتَقريرَ التَّوراةِ، والتَّوراةَ تَتَضَمَّنُ التَّبشيرَ بعيسى وصِحَّةَ نُبوَّتِه، وكِلاهما تَضَمَّن صِدقَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فعَنَّفهمُ اللهُ تعالى على كذِبِهم، وفي كُتُبِهم خِلافُ ما قالوا) [145] ((المحرر الوجيز)) (1/198). .
11- الاختِلافُ والتَّنازُعُ يُؤَدِّي إلى الجَدَلِ والمِراءِ.

انظر أيضا: