موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: دَرَجاتُ التَّنازُعِ والاختِلافِ


جَعَل الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ الاختِلافَ على أربَعِ دَرَجاتٍ فقال: (جَميعُ الاختِلافاتِ بَينَ أهلِ الأديانِ والمَذاهِبِ على أربَعِ مَراتِبَ:
الأولى: الاختِلافُ بَينَ أهلِ الأديانِ النَّبَويَّةِ وبَينَ الخارِجينَ عنها مِنَ الثَّنويَّةِ والدَّهريَّةِ، وذلك في حُدوثِ العالمِ، وفي الصَّانِعِ، وفي التَّوحيدِ.
والثَّانيةُ: الاختِلافُ بَينَ أهلِ الأديانِ النَّبَويَّةِ بَعضِهم مَعَ بَعضٍ، وذلك في الأنبياءِ، كاختِلاف المُسلمينَ والنَّصارى واليهودِ.
والثَّالثةُ: الخِلافُ المُختَصُّ في أهلِ الدِّينِ الواحِدِ بَعضِهم مَعَ بَعضٍ في الأُصولِ التي يقَعُ فيها التَّبديعُ والتَّفجيرُ، كالاختِلافِ في كثيرٍ مِن صِفاتِ اللهِ تعالى، وفي القَدَرِ، وكاختِلاف المُجَسِّمةِ.
الرَّابعةُ: الاختِلافُ المُختَصُّ بأهلِ المَقالاتِ في فُروعِ المَسائِلِ، كاختِلافِ الشَّافِعيَّةِ والحَنَفيَّةِ.
فالاختِلافُ الأوَّلُ: يجري مَجرى مُتَنافيينِ في مَسلكيهما، والثَّاني: يجري مَجرى آخِذٍ نَحوَ المَشرِقِ، وآخِذٍ يمينَه أو شِمالَه، فهو وإن كان أقربَ مِنَ الأوَّل فليسَ يخرُجُ أحَدُهما عن أن يكونَ ضالًّا ضَلالًا بَعيدًا، والثَّالثُ: جارٍ مَجرى آخِذينِ وجِهةً واحِدةً، ولكِنَّ أحَدَهما سالكٌ للمَنهَجِ، والآخَرَ تارِكٌ للمَنهَجِ، وهذا التَّارِكُ للمَنهَجِ رُبَّما يبلُغُ وإن كان يطولُ عليه الطَّريقُ، والرَّابعُ: جارٍ مَجرى جَماعةٍ سَلكوا مَنهَجًا واحِدًا، لكِن أخذَ كُلُّ واحِدٍ شُعبةً غَيرَ شُعبةِ الآخَرِ، وهذا هو الاختِلافُ المَحمودُ) [146] يُنظَر: ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 190، 191). .

انظر أيضا: