موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: مَعنى التَّنازُعِ لُغةً واصطِلاحًا


مَعنى التَّنازُعِ لُغةً:
يُقال: نَزَعَ الشَّيءَ مِن مَكانِه قَلعَه، ونازَعَه مُنازَعةً: جاذَبَه في الخُصومةِ، وبَينَهم نِزاعةٌ، أي: خُصومةٌ في حَقٍّ، والتَّنازُعُ: التَّخاصُمُ. ونازَعَتني نَفسي إلى هَواها نِزاعًا: غالبَتني، ونَزَعتُها أنا: غالبتُها.
والتَّنازُعُ في الأصلِ: التَّجاذُبُ، كالمُنازَعةِ، ويُعَبَّرُ بهما عنِ التَّخاصُمِ والمُجادَلةِ [64] يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 1289)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/ 415)، ((المفردات)) للراغب (ص: 798)، ((مختار الصحاح)) للرازي (ص: 308)، ((تاج العروس)) للزبيدي (22/247). .
قال القُرطُبيُّ: (قَولُه تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ [النساء: 59] أي: تَجادَلتُم واختَلفتُم، فكأنَّ كُلَّ واحِدٍ ينتَزِعُ حُجَّةَ الآخَرِ ويُذهِبُها. والنَّزعُ: الجَذبُ. والمُنازَعةُ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ) [65] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/261). .
مَعنى التَّنازُعِ اصطِلاحًا:
 قال ابنُ حَجَرٍ: (أمَّا التَّنازُعُ فمِنَ المُنازَعةِ، وهي في الأصلِ المُجاذَبةُ، ويُعَبَّرُ بها عنِ المُجادَلةِ، والمُرادُ بها المُجادَلةُ عِندَ الاختِلافِ في الحُكمِ إذا لم يتَّضِحِ الدَّليلُ، والمَذمومُ مِنه اللَّجاجُ بَعدَ قيامِ الدَّليلِ) [66] ((فتح الباري)) (13/278). .
ويُمكِنُ تَعريفُ التَّنازُعِ بأنَّه التَّخاصُمُ والتَّخالُفُ القائِمُ على التَّجاذُبِ لنَفيِ ما عِندَ الآخَرِ ومَحوِه، سَواءٌ أكان حَقًّا أم باطِلًا، والموصِلُ في الغالِبِ إلى الفشَلِ والانتِكاسِ [67] ((موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)) (2/54). .
مَعنى الاختِلافِ لُغةً:
الاختِلافُ مَصدَرٌ مِنَ الفِعلِ اختَلف، وهذا الفِعلُ يدُلُّ على التَّفاعُلِ والمُشارَكةِ، أي: لا يكونُ إلَّا بَينَ اثنَينِ فأكثَرَ.
واختَلف: ضِدُّ اتَّفقَ. وتَخالف الأمرانِ واختَلفا: لم يتَّفِقا.
والخِلفةُ، بالكَسرِ: الاسمُ مِنَ الاختِلافِ، أي: خِلافُ الاتِّفاقِ، أو مَصدَرُ الاختِلافِ، أي: التَّرَدُّدِ.
واختَلف الصَّديقانِ في الرَّأيِ: ذَهَبَ كُلٌّ مِنهما إلى خِلافِ ما ذَهَبَ إليه الآخَرُ، ولم يتَّفِقا [68] يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/91)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 808)، ((تاج العروس)) للزبيدي (23/275)، ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) لأحمد مختار (1/ 683). .
مَعنى الاختِلافِ اصطِلاحًا:
قال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: (الاختِلافُ والمُخالفةُ: أن يأخُذَ كُلُّ واحِدٍ طَريقًا غَيرَ طَريقِ الآخَرِ في حالِه أو قَولِه) [69] ((المفردات)) (ص: 294). .
وقال المُناويُّ: (الاختِلافُ: افتِعالٌ مِنَ الخِلافِ، وهو تُقابلٌ بَينَ رَأيينِ فيما ينبَغي انفِرادُ الرَّأيِ فيه) [70] ((التوقيف على مهمات التعاريف)) (ص: 41). .

انظر أيضا: