موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامِنًا: أسبابُ الوُقوعِ في التَّنازُعِ والاختِلافِ


1- قِلَّةُ العَقلِ.
 (وقد بَيَّنَ تعالى في سورةِ الحَشرِ أنَّ اختِلافَ القُلوبِ، والمُنازَعاتِ الشَّديدةَ، وتَشَتُّتَ الآراءِ والأفكارِ، وعَدَمَ الاتِّحادِ؛ أنَّ سَبَبَ هذا الذي يجتَلبُه به إنَّما هو ذَهابُ العَقلِ وعَدَمُ العَقلِ؛ لأنَّ العاقِلَ لا يتَسَبَّبُ في المُخالفةِ؛ لأنَّك إذا اختَلفتَ أنتَ وأخوك كان تَدبيرُه وكُلُّ ما عِندَه مِن قوَّةٍ يعمَلُ ضِدَّك، فإذا كُنتَ عاقِلًا -ولو عَقلًا دُنيويًّا- كان تَسبُّبُك في أن يكونَ مَعَك؛ لأنَّ كونَ قوَّتِه وما أعطاه اللهُ في صالحِك خَيرٌ لك مِن أن يكونَ في غَيرِ ذلك؛ ولذا بَيَّن تعالى أنَّ سَبَبَ اختِلافِ القُلوبِ هو ضَعفُ العُقولِ وعَدَمُها) [147] ((العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)) (5/ 85). .
2- تَصدُّرُ الجَهَلةِ. وكان يُقالُ: (إذا ازدَحَمَ الجَوابُ خَفِيَ الصَّوابُ، اللَّغَطُ يكونُ مَعَه الغَلَطُ، لو سَكتَ مَن لا يعلمُ سَقَطَ الاختِلافُ) [148] يُنظَر: ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (1/ 584). ، وقد قال بَعضُ أهلِ العِلمِ: (لو سَكتَ مَن لا يعلمُ لاستَرَحْنا) [149] يُنظَر: ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 610). .
3- الغَفلةُ عن آثارِ التَّنازُعِ السَّيِّئةِ وعَواقِبِه الوخيمةِ.
4- اتِّباعُ الهَوى.
5- التَّكاثُرُ مِن حُطامِ الدُّنيا، والتَّنافُسُ في تَحصيلِها، ومِن ذلك التَّنازُعُ على المُلكِ وغَيرِه؛ (فإنَّ المُلكَ مَنصِبٌ شَريفٌ مَلذوذٌ، يشتَمِلُ على جَميعِ الخَيراتِ الدُّنيويَّةِ والشَّهَواتِ البَدَنيَّةِ والمَلاذِّ النَّفسانيَّةِ؛ فيقَعُ فيه التَّنافُسُ غالبًا، وقَلَّ أن يُسلِّمَه أحَدٌ لصاحِبِه إلَّا إذا غَلبَ عليه، فتَقَعُ المُنازَعةُ، وتُفضي إلى الحَربِ والقِتالِ والمُغالبةِ) [150] يُنظَر: ((العبر وديوان المبتدأ والخبر)) لابن خلدون (1/ 193). .
6- ازدحامُ الأغراضِ [151] يُنظَر: ((العبر وديوان المبتدأ والخبر)) لابن خلدون (1/ 240). .
7- الأثَرةُ وحُبُّ الدُّنيا وطَلَبُ الرِّئاسةِ. قال مُحَمَّدٌ الغَزاليُّ: (لو غَلغَلتَ النَّظَرَ في كثيرٍ مِنَ الانقِساماتِ لرَأيتَ حُبَّ الدُّنيا والأثَرةَ العَمياءَ تَكمُنُ وراءَ هذه الحَزازاتِ) [152] ((خلق المسلم)) (ص: 186). .
8- ومِن أكبَرِ أسبابِ النِّزاعِ: تَقديمُ المَصالحِ الشَّخصيَّةِ والأغراضِ الدُّنيويَّةِ على المَصالحِ العامَّةِ [153] يُنظَر: ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/84). .
9- التَّعَصُّبُ للآراءِ والمَذاهِبِ.
10- البَغيُ والظُّلمُ الحاصِلُ مِن بَعضِ النَّاسِ على بَعضٍ.
11- اتِّباعُ المُتَشابِهِ مِنَ النُّصوصِ، وتَأويلُها تَأويلًا باطِلًا.
12- الإعجابُ بالنَّفسِ والغُرورُ.
13- إهمالُ نُصوصِ الشَّرعِ.
14- سوءُ الظَّنِّ بالآخَرينَ واتِّهامُهم بلا بَيِّنةٍ.

انظر أيضا: