موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القرآنِ الكريمِ


1- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج: 77] ، (وهذه الآيةُ الكريمةُ عامَّةٌ في أنواعِ الخيراتِ، ومن أعظَمِها الرَّأفةُ والشَّفَقةُ على خَلقِ اللهِ، ومواساةُ الفُقَراءِ وأهلِ الحاجةِ) [8732] ((الجواهر الحسان في تفسير القرآن)) للثعالبي (4/ 138). .
2- وقال تعالى في الحثِّ على التَّعاوُنِ على ما فيه البِرُّ والتَّقوى، والمُواساةُ داخِلةٌ في ذلك: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2] .
قال ابنُ خُوَيز مَنْدادَ: (التَّعاوُنُ على البرِّ والتَّقوى يكونُ بوجوهٍ، فواجِبٌ على العالمِ أن يعينَ النَّاسَ بعِلمِه فيُعَلِّمَهم، ويُعينَهم الغنيُّ بمالِه، والشُّجاعُ بشَجاعتِه في سبيلِ اللهِ، وأن يكونَ المُسلِمون متظاهِرين كاليَدِ الواحِدةِ) [8733] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/47). .
3- وقال تعالى في الحَثِّ على القيامِ بحُقوقِ الخَلقِ وما فيها من مواساةٍ لهم: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [الإسراء: 26] .
فـ (هذا أمرُ اللهِ للعبدِ المُؤمِنِ بإيتاءِ قرابتِه حقوقَهم من البِرِّ والصِّلةِ، وكذا المساكينُ، وهم الفُقَراءُ الذين مسكَنَتْهم الفاقةُ وأذَلَّهم الفقرُ، فهؤلاء أمَر تعالى المُؤمِنَ بإعطائِهم حَقَّهم من الإحسانِ إليهم، بالكِساءِ أو الغِذاءِ والكَلِمةِ الطَّيِّبةِ، وكذا ابنُ السَّبيلِ، وهو المسافِرُ يُعطى حقَّه من الضِّيافةِ والمساعدةِ على سَفَرِه إن احتاجَ إلى ذلك مع تأمينِه وإرشادِه إلى طريقِه) [8734] ((أيسر التفاسير)) لأبي بكر الجزائري (3/188). .
4- وقال تعالى مادِحًا مواساةَ الفُقَراءِ والمساكينِ بإطعامِهم: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [الإنسان: 8 - 9] .
قال الرَّازيُّ: (قالوا: إطعامُ الطَّعامِ كنايةٌ عن الإحسانِ إلى المحتاجين والمُواساةِ معهم بأيِّ وجهٍ كان وإن لم يكُنْ ذلك بالطَّعامِ بعَينِه، ووَجهُ ذلك: أنَّ أشرَفَ أنواعِ الإحسانِ هو الإحسانُ بالطَّعامِ، وذلك لأنَّ قِوامَ الأبدانِ بالطَّعامِ ولا حياةَ إلَّا به) [8735] ((مفاتيح الغيب)) (30/215). .
5- وقال تعالى مواسيًا رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه يومَ أحُدٍ، وهي مواساةٌ للفَردِ والمجتَمَعِ في مِثلِ تلك الحالِ: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران: 139 - 142]
قال الطَّبَريُّ: (هذا من اللهِ تعالى ذِكرُه تعزيةٌ لأصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ما أصابهم من الجِراحِ والقَتلِ بأُحُدٍ) [8736] ((جامع البيان)) (6/76). .

انظر أيضا: