موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


1- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المُؤمِنَ للمُؤمِنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُه بعضًا، وشَبَّك أصابعَه)) [8737] أخرجه البخاري (481) واللفظ له، ومسلم (2585). .
قال ابنُ بطَّالٍ: (تعاوُنُ المُؤمِنين بعضِهم بعضًا في أمورِ الدُّنيا والآخرةِ مندوبٌ إليه بهذا الحديثِ، وذلك من مكارِمِ الأخلاقِ) [8738] ((شرح صحيح البخاري)) (9/227). .
2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من نفَّس عن مُؤمِنٍ كُربةً [8739] أي: أزالها عنه وفرَّجها. يُنظَر: ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) للقاضي عياض (8/ 195). من كُرَبِ الدُّنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يَسَّر على مُعسِرٍ يسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَتَر مُسلِمًا ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه)) [8740] أخرجه مسلم (2699). .
قال ابنُ دقيقِ العيدِ: (هذا الحديثُ عظيمٌ جامعٌ لأنواعٍ من العلومِ والقواعدِ والآدابِ، فيه فضلُ قضاءِ حوائِجِ المُسلِمين ونفعِهم بما يتيسَّرُ من عِلمٍ أو مالٍ، أو معاونةٍ، أو إشارةٍ بمصلحةٍ، أو نصيحةٍ، أو غيرِ ذلك) [8741] ((شرح الأربعين النووية)) (ص: 119). .
3- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا أتى أحَدَكم خادِمُه بطعامِه، فإنْ لم يُجلِسْه معه، فلْيُناوِلْه لُقمةً أو لُقمَتَينِ أو أُكلةً أو أُكلَتينِ؛ فإنَّه وَلِيَ عِلاجَه [8742] ولي علاجَه، المعنى هنا: وَلِيَ عَملَه. وقولُه: وَلِيَ، إمَّا من الوِلايةِ، أي: تولَّى ذلك، وإمَّا من الوَلْيِ، وهو القُربِ، أي: قاسَى كُلفةَ اتِّخاذِه. ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (13/ 114). ) [8743] أخرجه البخاري (2557) واللفظ له، ومسلم (1663). .
قال العَينيُّ: (فيه الحَثُّ على مكارمِ الأخلاقِ، وهو المُواساةُ في الطَّعامِ، لا سيَّما في حَقِّ مَن صَنَعه وحمَلَه؛ لأنَّه تحمَّل حَرَّه ودُخَانَه، وتعَلَّقَت به نفسُه وشَمَّ رائحتَه) [8744] ((عمدة القاري)) (13/114). .
4- وعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((بينما نحن في سَفَرٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له، قال: فجَعَل يَصرِفُ بَصَرَه يمينًا وشمالًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: من كان معه فَضلُ ظَهرٍ [8745] الظَّهْر: مَا يُركَبُ. وفضلُ ظهرٍ، أي: دابَّةٌ زائدةٌ على قَدْرِ حاجتِها. يُنظَر: ((كشف المشكل من حديثِ الصحيحين)) لابن الجوزي (3/ 178)، ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (5/ 243). فلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهرَ له، ومن كان له فضلٌ مِن زادٍ فلْيَعُدْ به على مَن لا زاد له، قال: فذَكَر من أصنافِ المالِ ما ذَكَر حتى رأينا أنَّه لا حَقَّ لأحَدٍ منَّا في فَضلٍ!)) [8746] أخرجه مسلم (1728). .
قال النَّوويُّ: (فيه مواساةُ ابنِ السَّبيلِ والصَّدَقةُ عليه إذا كان محتاجًا، وإن كان له راحلةٌ وعليه ثيابٌ أو كان موسِرًا في وَطَنِه؛ ولهذا يُعطى من الزَّكاةِ في هذه الحالِ) [8747] ((شرح النووي على مسلم)) (12/32). .
5- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه أنَّه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ تعالى يَقولُ يَومَ القيامةِ: يا ابنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فلَم تَعُدْني. قال: يا رَبِّ، كيفَ أعودُك وأنتَ رَبُّ العالَمينَ؟! قال: أمَا عَلِمتَ أنَّ عَبدي فُلانًا مَرِضَ فلَم تَعُدْه؟ أمَا عَلِمتَ أنَّك لَو عُدْتَه لوَجدْتَني عِندَه؟ يا ابنَ آدَمَ، استَطعَمْتُك فلَم تُطعِمْني. قال: يا رَبِّ، كيفَ أُطعِمُك وأنتَ رَبُّ العالَمينَ؟! قال: أمَا عَلِمتَ أنَّه استَطعَمَك عَبدي فُلانٌ فلَم تُطعِمْه؟ أمَا عَلِمتَ أنَّك لَو أطعَمْتَه لوَجَدْتَ ذلك عِندي؟ يا ابنَ آدَم، استَسقيتُك فلَم تَسقِني. قال: يا رَبِّ كيفَ أسقيك وأنتَ رَبُّ العالَمينَ؟! قال: استَسْقاك عَبدي فُلانٌ فلَم تَسقِه، أمَا عَلِمتَ أنَّك لَو سَقيتَه وجَدتَ ذلك عِندي؟)) [8748] أخرجه مسلم (2569). .

انظر أيضا: