موسوعة الأخلاق والسلوك

رابِعًا: فوائِدُ كَظمِ الغَيظِ


1- نيَلُ مَغفِرةِ اللهِ وجَنَّتِه:
قال اللهُ تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران: 133-134] .
2- عِظمُ الأجرِ به وتَوفيرُه:
 عن ابنِ عُمَرَ قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ما مِن جُرعةٍ أعظَمَ أجرًا عندَ اللهِ مِن جُرعةِ غَيظٍ كَظمَها عَبدٌ ابتِغاءَ وَجهِ اللهِ)) [8020] أخرجه ابن ماجه (4189) واللفظ له، وأحمد (6114). صححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4189)، وأحمد شاكر في ((عمدة التفسير)) (1/415)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (733)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (6114). .
3- خُضوعُ العَدوِّ وتَعظيمُه للذي يكظِمُ غَيظَه:
 عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما في قَولِه تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [المؤمنون: 96] ، قال: الصَّبرُ عندَ الغَضَبِ، والعَفوُ عندَ الإساءةِ، فإذا فعَلوا عَظَّمهم عَدوُّهم، وخَضَعَ لهم.
4- دَلالةُ قَهرِ الغَضَبِ به على الشِّدَّةِ النَّافِعةِ [8021] يُنظَر: ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/455). .
ففي الصَّحيحِ عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ليس الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضَبِ)) [8022] رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609). .
5- التَّغَلُّبُ على الشَّيطانِ:
عن أنَسٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَّ بقَومٍ يصطَرِعونَ، فقال: ((ما هذا؟ فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانٌ الصَّريعُ، لا ينتَدِبُ له أحَدٌ إلَّا صَرَعَه! فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألا أدُلُّكم على مَن هو أشَدُّ منه؟ رَجُلٌ ظَلمَه رَجُلٌ، فكَظمَ غَيظَه فغَلَبَه، وغَلَبَ شَيطانَه، وغَلَبَ شَيطانَ صاحِبِه)) [8023] رواه البزار (7272)، والطبراني في ((مكارم الأخلاق)) (52). حسَّن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/535)، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3295). وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/71): فيه شعيب بن بيان، وعمران القطان، وثَّقهما ابن حبان، وضعَّفهما غيرُه، وبقيَّة رجالهما رجالُ الصَّحيحِ. .
6- يُعينُ على تركِ الغَضَبِ:
 قال ابنُ حَجَرٍ: (استِحضارُ ما جاءَ في كَظمِ الغَيظِ مِن الفَضلِ يُعينُ على تَركِ الغَضَبِ) [8024] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/521). .
7- سَبَبٌ في دَفعِ الإساءةِ بالإحسانِ، والمَكروهِ بالمَعروفِ، والقَهرِ باللُّطفِ:
 قال اللهُ تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34-35] .
8- يَعصِمُ المَرءَ مِن التَّصَرُّفاتِ التي لا تنبغي، ويقيه مِن النَّدَمِ.
9- يُعينُ على مُجاهَدةِ النَّفسِ ويُدَرِّبُها على الصَّبرِ والحِلمِ ومَكارِمِ الأخلاقِ.
10- مِن أسبابِ شُيوعِ المَحَبَّةِ والإخاءِ والأُلفةِ بَينَ النَّاسِ.

انظر أيضا: