موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ


- قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: (مَن خاف اللهَ لم يَشفِ غَيظَه، ومَن اتَّقى اللهَ لم يصنَعْ ما يُريدُ، ولولا يومُ القيامةِ لكان غَيرُ ما ترَونَ!) [8003] رواه أبو داود في ((الزهد)) (98) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/58)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (44/309). .
- وقال عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه: (دُمْ على كَظمِ الغَيظِ تَحمَدْ عَواقِبَك) [8004] ((روض الأخيار)) للأماسي (ص: 342). .
- وقال الحَسَنُ: (قَطرَتانِ وجُرعتانِ؛ فما جُرعةٌ أحَبَّ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن جُرعةِ غَيظٍ يكظِمُها عَبدٌ بحِلمٍ يبتغي بذلك وجهَ اللهِ، وجُرعةِ مُصيبةٍ مُوجِعةٍ يصبِرُ عليها عندَ اللهِ، قال: وما قَطرةٌ أحَبَّ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن قَطرةِ دَمٍ في سَبيلِه، أو قَطرةِ دَمعٍ مِن عَبدٍ ساجِدٍ في جَوفِ اللَّيلِ لا يرى مَكانَه إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ) [8005] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 549). .
- وعن وَهبِ بنِ كَيسانَ قال: (كَتَب إليَّ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ بمَوعِظةٍ: أمَّا بَعدُ، فإنَّ لأهلِ التَّقوى عَلاماتٍ يُعرفونَ بها، ويَعرِفونَها مِن أنفُسِهم: صِدقُ الحَديثِ، وأداءُ الأمانةِ، وكَظمُ الغَيظِ، وصَبرٌ على البلاءِ، ورِضًا بالقَضاءِ، وشُكرٌ للنَّعماءِ، وذُلٌّ لحُكمِ القُرآنِ...) [8006] ((البداية والنهاية)) لابن كثير (12/ 219). ويُنظَر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (1/ 336). .
- وقال سُفيانُ الثَّوريُّ: (إيَّاكم والبِطنةَ؛ فإنَّها تقسِّي القَلبَ، واكظِموا الغَيظَ، ولا تُكثِروا الضَّحِكَ؛ فإنَّه يُميتُ القُلوبَ) [8007] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 36). .
- وقال موَرِّقٌ العِجليُّ: (ما امتَلَأتُ غَيظًا قَطُّ، ولا تكَلَّمتُ في غَضَبٍ قَطُّ فأندَمَ عليه إذا رَضيتُ، ولقد تعَلَّمتُ الصَّمتَ عَشرَ سِنينَ) [8008] ((الزهد والرقائق)) لابن المبارك (2/ 11/ زوائد نعيم بن حماد). .
- و (قال الأحنَفُ: مَن لم يصبِرْ على كَلِمةٍ سَمِعَ كَلِماتٍ، وقال: رُبَّ غَيظٍ تجَرَّعتُه مَخافةَ ما هو أشَدُّ منه) [8009] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/ 50، 51). .
- وقال أيضًا: (قوَّةُ الحِلمِ على الغَضَبِ أفضَلُ مِن قوَّةِ الانتِقامِ) [8010] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/221). .
- وقال: (كُنَّا نعُدُّ المُروءةَ الصَّبرَ على كَظمِ الغَيظِ، ومَن لم يصبِرْ على كَلِمةٍ سَمِعَ كَلِماتٍ) [8011] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/221). .
- وقال أبو خارِجةَ عَنبَسةُ بنُ خارِجةَ الغافِقيُّ: (ثَلاثةٌ مِن أعلامِ الإحسانِ: كَظمُ الغَيظِ، وحِفظُ الغَيبِ، وسَترُ العَيبِ، وثَلاثةٌ مِن أعلامِ المَعرِفةِ: الإقبالُ على اللهِ، والانقِطاعُ إلى اللهِ، والافتِخارُ باللهِ، وثَلاثةٌ مِن أعلامِ الفِكرةِ: سُرعةُ الادِّكارِ، وإدمانُ الاعتِبارِ، وكَثرةُ الاستِغفارِ) [8012] ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (3/ 320). .
- وقال ابنُ عَبدِ البَرِّ: (مَن كَظمَ غَيظَه ورَدَّ غَضَبَه، أخزى شَيطانَه، وسَلِمَت مُروءتُه ودينُه) [8013] ((التمهيد)) لابن عبد البر (7/250). .
- قال الرَّاغِبُ: (الكَظمُ يدفَعُ مَحذورَ النَّدَمِ، كالماءِ يُطفِئُ حَرَّ الضَّرَمِ، كَظمٌ يتَرَدَّدُ في حَلقي أحَبُّ إليَّ مِن نقصٍ أجِدُه في خُلقي) [8014] ((محاضرات الأدباء)) (1/277). .
- وقال الرَّاغِبُ أيضًا: (أجَلُّ النَّاسِ شُجاعةً وأفضَلُهم مُجاهَدةً وأعظَمُهم قوَّةً مَن يكظِمُ الغَيظَ، وعلى ذلك دَلَّ قَولُه تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134] ، فجَعَلَهم مِن المُحسِنينَ) [8015] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 243). .
- وقال أحمَدُ بنُ أبي سُليمانَ الصَّوَّافُ: (يا طالِبَ العِلمِ، إذا طلَبْتَ العِلمَ فاتَّخِذْ له قَبلَ طَلَبِه أدَبًا تستعينُ به على طَلَبِه، واتَّخِذْ له بعدَ طَلَبِه أدَبًا تستعينُ به على حَملِه. ومن أدَبِ العِلمِ: الحِلمُ، والحِلمُ كَظمُ الغَيظِ‍، وأن يَغلِبَ عِلمُك وحِلمُك هواك إذا دعاك إلى ما يَشينُك. وعليك بالوَقارِ والتَّعفُّفِ، والرَّزانةِ والصِّيانةِ، والصَّمتِ والسَّمتِ الحَسَنِ، والتَّودُّدِ إلى النَّاسِ، ومجانَبةِ مَن لا خيرَ فيه، والجُلوسِ مع الفُقَهاءِ، ومحبَّةِ الأخيارِ، ومُنابَذةِ الأشرارِ، والقَولِ الحَسَنِ في إخوانِك، والكَفِّ عمَّن ظَلَمك، ولا تهمِزْ أحَدًا بقولٍ ولا تَلمِزْه، ولا تَقُلْ فيه ولو كان عدُوَّك) [8016] ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (4/ 369). .
- وقال بَعضُ الحُكَماءِ لابنِه: (يا بُنَيَّ، احتَفِظْ مِن النَّزَقِ [8017] النَّزَقُ: الخِفَّةُ والطَّيشُ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1558). عندَ سَورةِ الغَضَبِ؛ فإنَّك متى افتَتحتَ بُدُوَّ غَضَبِك بكَظمٍ خَتَمتَ عاقِبتَه بحِلمٍ، ومتى افتَتَحتَه بالقَلَقِ والضَّجَرِ خَتمتَه بالسَّفَهِ، وإذا حاجَجتَ فلا تغضَبْ؛ فإنَّ الغَضَبَ يقطَعُ الحُجَّةَ، ويُظهِرُ عليك الخَصمَ) [8018] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/ 477، 478). .
- وقال الرَّافِعيُّ: (اعلَمْ أنَّ أرفَعَ مَنازِلِ الصَّداقةِ منزِلتانِ: الصَّبرُ على الصَّديقِ حينَ يغلِبُه طَبعُه فيُسيءُ إليك، ثُمَّ صَبرُك على هذا الصَّبرِ حينَ تُغالِبُ طَبعَك لكَي لا تُسيءَ إليه!) [8019] ((السحاب الأحمر)) (ص: 82). .

انظر أيضا: