موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى كَظمِ الغَيظِ لُغةً واصطِلاحًا


معنى الكَظمِ لُغةً:
أصلُ مادَّةِ كَظمَ: يدُلُّ على معنًى واحِدٍ، وهو الإمساكُ، والجَمعُ للشَّيءِ، وأصلُ الكَظمِ: حَبسُ الشَّيءِ عن امتِلائِه، يُقال: كَظمتُ القِربةَ: إذا مَلَأتَها، ويُقالُ: كَظمتُ الغَيظَ أكظِمُه كَظمًا: إذا أمسَكتَ على ما في نفسِك منه [7977] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/184)، ((الكشف والبيان عن تفسير القرآن)) للثعلبي (3/165)، ((لسان العرب)) لابن منظور (12/519). .
قال المُناويُّ: (الكَظمُ: الإمساكُ على ما في النَّفسِ مِن صَفحٍ أو غَيظٍ) [7978] ((التوقيف على مهمات التعاريف)) (ص: 282). ويُنظَر: ((التبصرة)) لابن الجوزي (1/ 54). .
معنى الغيظِ لُغةً:
الغَيظُ: غَضَبٌ كامِنٌ للعاجِزِ، وقيل: هو أشَدُّ مِن الغَضَبِ، وقيل: هو سَورتُه وأوَّلُه، وغِظتُ فُلانًا أَغيظُه غَيظًا، وقد غاظَه فاغتاظَ، وغَيَّظَه فتَغيَّظَ، وهو مَغِيظٌ [7979] ((لسان العرب)) لابن منظور (7/450). ويُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/402)، ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/932)، ((الصحاح)) للجوهري (3/1176). .
وقال الرَّاغِبُ: (الغَيظُ: أشَدُّ الغَضَبِ، وهو الحَرارةُ التي يجِدُها الإنسانُ مِن فوَرانِ دَمِ قَلبِه) [7980] ((المفردات)) (ص: 619). .
وقيل: (الغَيظُ: هَيَجانُ الطَّبعِ عندَ رُؤيةِ ما يُنكَرُ) [7981] ((روح المعاني)) للألوسي (2/ 272). .
معنى كَظمِ الغَيظِ اصطِلاحًا:
كَظمُ الغَيظِ: تجَرُّعُه، واحتِمالُ سَبَبِه، والصَّبرُ عليه [7982] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/179). .
ويُقال: كَظمَ غَيظَه، أي: سَكَتَ عليه، ولم يُظهِرْه بقَولٍ أو فِعلٍ، مع قُدرَتِه على إيقاعِه بعَدوِّه [7983] ((تفسير القرطبي)) (4/206)، ((معجم ديوان الأدب)) لأبي إبراهيم الفارابي (2/186). .
وقال ابنُ عَطيَّةَ: (كَظمُ الغَيظِ: رَدُّه في الجَوفِ إذا كادَ أن يخرُجَ مِن كَثرَتِه، فضبطُه ومنعُه كظمٌ له) [7984] ((المحرر الوجيز)) (3/233). .
وقيل: كَظمُ الغَيظِ: هو احتِمالُ الغَيظِ بالصَّبرِ عليه وحَبسِه إذا كادَ أن يخرُجَ مِن كَثرَته، وضَبطِه بعَدَمِ إظهارِه، مع القُدرةِ على الإيقاعِ بالمُسيءِ [7985] ((كظم الغيظ في القرآن الكريم)) لنوال بنت محمد (ص: 28). .

انظر أيضا: