موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


القناعةُ من أسبابِ سعادةِ الإنسانِ في هذه الدُّنيا، فمتى تحقَّقَت له بعَثَت في نفسِه السَّكينةَ والرَّاحةَ، وقد رَغَّب القرآنُ الكريمُ فيها، ومِن ذلك.    
- قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل: 97] .
رُوِيَ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ ومحمَّدِ بنِ كَعبٍ والحَسَنِ البَصريِّ في تفسيرِ الحياةِ الطَّيِّبةِ: أنَّها القَناعةُ [7617] يُنظَر: ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص: 61)، ((جامع البيان)) للطبري (14/ 352)، ((تفسير القرآن العظيم )) لابن كثير (2/346). .
والحياةُ الطَّيِّبةُ تشمَلُ القناعةَ وغيرَها؛ كالعبادةِ في الدُّنيا، والعَمَلُ بالطَّاعةِ، والانشراحُ بها، والرِّزقُ الحلالُ الطَّيِّبُ [7618]  يُنظَر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (2/ 441). .
- وقال تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور: 32] .
قيل: الغِنى: هاهنا القناعةُ [7619] ((معالم التنزيل)) للبغوي (6/40). .
- وقال سُبحانَه: وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج: 36] .
قال مجاهِدٌ: (القانِعُ: جارُك الذي يقنَعُ بما أعطيتَه) [7620] ((جامع البيان)) للطبري (16/ 563). .
وقال أبو إسحاقَ الثَّعلبيُّ: (القانِعُ من القناعةِ، وهي الرِّضا والتَّعفُّفُ وتَركُ السُّؤالِ) [7621] ((الكشف والبيان)) (7/23). .
وقال الرَّازيُّ بعدَ أن ذَكَر أنَّ القانِعَ هو السَّائِلُ: (قال الفَرَّاءُ: والمعنى الثَّاني القانِعُ: هو الذي لا يسأَلُ، من القناعةِ، يقال: قَنِع يَقنَعُ قناعةً: إذا رَضِيَ بما قُسِم له، وتَرَك السُّؤالَ) [7622] ((مفاتيح الغيب)) (23/226). .
- وقال تعالى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201] .
الحَسَنةُ: مُطلَقةٌ، والمعنى: أنَّهم سألوا اللهَ في الدُّنيا الحالةَ الحَسَنةَ، وقد مَثَّل المفسِّرون ذلك بعِدَّةِ أمثلةٍ؛ منها: القناعةُ بالرِّزقِ [7623] ((البحر المحيط)) (2/310). .
- قال تعالى آمِرًا نبيَّه موسى عليه السَّلامُ: فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف: 144] .
قال القُرطبيُّ: (قَولُه تعالى: فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ إشارةٌ إلى القناعةِ، أي: اقنَعْ بما أعطيتُك) [7624] ((الجامع لأحكام القرآن)) (7/280). .

انظر أيضا: