موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ من صِدقِ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ


الأنبياءُ عليهم السَّلامُ كُلُّهم موصوفون بالصِّدقِ، وقد ذكر اللهُ أنبياءَه بالصِّدقِ، فقال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا [مريم: 41] وقال سُبحانَه: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا [مريم: 56] .
ووُصِف يوسُفُ عليه السَّلامُ بالصِّدقِ حينما جاءه الرَّجُلُ يستفتيه فقال: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ [يوسف: 46] .
وأثنى اللهُ على إسماعيلَ عليه السَّلامُ، فقال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم: 54] .
قال ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ: (يقولُ اللهُ تعالى لنبيِّه محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم: واذكُرْ -يا محمَّدُ- في هذا الكتابِ إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ، فاقصُصْ خَبَرَه إنَّه كان لا يَكذِبُ وَعدَه، ولا يُخلِفُ، ولكِنَّه كان إذا وعَد رَبَّه أو عبدًا من عبادِه وَعدًا وفى به) [5794] يُنظَر: ((جامع البيان)) لابن جرير (15/561)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/115)، ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (5/238، 239)، ((تفسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 496). وقال الشِّنقيطيُّ: (مما يُبَيِّنُ من القرآنِ شِدَّةَ صِدقِه في وعدِه: أنَّه وعَد أباه بصَبرِه له على ذبحِه، ثمَّ وفى بهذا الوَعدِ، ومن وفى بوَعدِه في تسليمِ نفسِه للذَّبحِ، فإنَّ ذلك من أعظَمِ الأدِلَّةِ على عظيمِ صِدقِه في وعدِه، قال تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات: 102] ، فهذا وعدُه، وقد بَيَّنَ تعالى وفاءَه به في قولِه: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات: 103] ) [5795] يُنظَر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/437). .

انظر أيضا: