موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: مسائِلُ متفَرِّقةٌ


سماحةُ الإسلامِ:
إنَّ الإسلامَ هو دينُ السَّماحةِ، والأدِلَّةُ على سماحةِ الإسلامِ كثيرةٌ؛ منها قولُه تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185] ، وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6] ، وقال سُبحانَه: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28] .
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ الدِّينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غلَبه، فسَدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا، واستَعينوا بالغَدوةِ والرَّوحةِ وشَيءٍ من الدُّلجةِ)) [4933] رواه البخاري (39) واللفظ له، ومسلم (2816). .
ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن التَّنطُّعِ والتَّشدُّدِ في الدِّينِ؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هلك المتنَطِّعون)). قالها ثلاثًا [4934] رواه مسلم (2670). .
- ودعا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على من يَشُقُّ على المُسلِمين، فقال: ((اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ من أمرِ أمَّتي شيئًا فشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أمَّتي شيئًا فرَفَق بهم، فارفُقْ به)) [4935] رواه مسلم (1828) من حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها. .
- ومظاهِرُ سماحةِ الإسلامِ كثيرةٌ؛ منها: الأمرُ بالتَّخفيفِ في الصَّلاةِ؛ فعن أبي مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أتى رجلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي لَأَتَأَخَّرُ عن صَلَاةِ الغَدَاةِ مِن أجْلِ فُلَانٍ؛ ممَّا يُطِيلُ بنَا فِيهَا، قالَ: فما رَأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَطُّ أشَدَّ غَضَبًا في مَوعِظةٍ منه يَومَئِذٍ! ثُمَّ قالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ مِنكم مُنَفِّرينَ، فأيُّكم ما صَلَّى بالنَّاسِ فلْيُوجِزْ؛ فإنَّ فيهم الكَبيرَ والضَّعيفَ وذا الحاجةِ)) [4936] رواه البخاري (6110) واللفظ له، ومسلم (466). .
- ومن سماحةِ الإسلامِ تيسيرُه في مناسِكِ الحَجِّ؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقف في حَجَّةِ الوَداعِ بمِنًى للنَّاسِ يسألونَه، فجاءه رجُلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لم أشعُرْ، فحلَقْتُ قَبلَ أن أذبحَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اذبَحْ ولا حَرجَ، وجاء رجُلٌ آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، لم أشعُرْ، فنحرْتُ قَبلَ أن أرميَ، قال: ارمِ ولا حَرجَ، قال: فما سُئِل يومَئذٍ عن شيءٍ قُدِّم ولا أُخِّر إلَّا قال: افعَلْ ولا حَرجَ)) [4937] رواه البخاري (83)، ومسلم (1306). . وشواهِدُ يُسرِ الإسلامِ وسماحتِه كثيرةٌ في الصَّلاةِ والصَّومِ وسائِرِ التَّكاليفِ، بل شَمِلت سماحةُ الإسلامِ أيضًا غيرَ المُسلِمين.
علاماتُ سماحةِ النَّفسِ:
هناك علاماتٌ للمتَّصِفِ بخُلُقِ السَّماحةِ؛ منها [4938] يُنظَر: ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/447). :
1- طلاقةُ الوَجهِ، واستقبالُ النَّاسِ بالبِشْرِ، ومشاركتُهم بالسَّمعِ والفِكرِ والقَلبِ.
2- مبادرةُ النَّاسِ بالتَّحيَّةِ والسَّلامِ والمصافحةِ وحُسنِ المحادَثةِ.
3- حُسنُ المصاحبةِ والمعاشرةِ، والتَّغاضي، وعدَمُ التَّشدُّدِ في الأمورِ.

انظر أيضا: