موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ السَّماحةِ


1-الاعتقادُ أنَّ السَّماحةَ مُطلَقةٌ لا حدودَ لها، وأنَّها في كلِّ شيءٍ، وهذا خطَأٌ؛ فهناك أمورٌ لا تسامُحَ فيها، ومنها إقامةُ الحدودِ؛ فعن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّ قُرَيشًا أهَمَّهم شَأنُ المَرأةِ المَخْزوميَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومنْ يُكَلِّمُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أسامةُ بْنُ زَيْدٍ؛ حِبُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَلَّمَه أسامةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشفَعُ في حَدٍّ مِن حُدودِ اللهِ؟! ثُمَّ قامَ فاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذين قبلَكم أنَّهم كانوا إذا سرَقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضَّعيفُ أقاموا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللهِ لو أنَّ فاطِمةَ بِنتَ مُحمَّدٍ سَرَقَت لَقطَعتُ يَدَها)) [4932] رواه البخاري (3475)، ومسلم (1688). . فالسَّماحةُ تكونُ من المسلمِ في المعاملاتِ الشَّخصيَّةِ: في الأخذِ والعطاءِ والصُّحبةِ والجوارِ، ونحوِ ذلك، لا في عقيدةِ الإسلامِ وشريعتِه.
2- اعتقادُ أنَّ السَّماحةَ في معاملةِ بعضِ الكُفَّارِ والبِرَّ بهم يعني الموالاةَ لهم، وهذا خطأٌ؛ فهناك فَرقٌ بَينَ السَّماحةِ والبِرِّ، وبينَ الموالاةِ والمحبَّةِ.
3- من المسلِمين من يميِّعُ الدِّينَ بدعوى سماحةِ الإسلامِ، فيُفَرِّطُ في الواجباتِ ويُسَهِّلُ في ارتكابِ المحرَّماتِ ويتسامَحُ في ثوابتِ الدِّينِ والعقيدةِ بدعوى سماحةِ الإسلامِ، وهذا خطأٌ، ومِثلُ هذه الدَّعاوى تنقُضُ الإسلامَ، وتهدِمُ أركانَه، وتفتَحُ البابَ للتَّلاعُبِ بتعاليمِه والمِساسِ بثوابتِه.

انظر أيضا: