موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- السَّكينةُ في القُرآنِ الكريمِ


- قَولُه تعالى: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ [التوبة: 26] .
 (أي: أنزل عليهم ما يُسَكِّنُهم ويُذهِبُ خَوفَهم، حتى اجتَرَؤوا على قتالِ المُشرِكين بعدَ أن وَلَّوا) [4669] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (8/101). .
- قَولُه تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا [التوبة: 40] .
قال أبو جَعفَرٍ: (يقولُ تعالى ذِكْرُه: فأنزل اللهُ طمأنينَتَه وسكونَه على رسولِه، وقد قيل: على أبي بكرٍ، وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا، يقولُ: وقوَّاه بجنودٍ من عندِه من الملائكةِ لم ترَوها أنتم وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وهي كلمةُ الشِّركِ السُّفْلَى؛ لأنَّها قُهِرَت وأُذِلَّت، وأبطَلَها اللهُ تعالى، ومحَقَ أهلَها، وكلُّ مقهورٍ ومغلوبٍ فهو أسفَلَ من الغالِبِ، والغالِبُ هو الأعلى. وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، يقولُ: ودينُ اللهِ وتوحيدُه وقولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وهي كَلِمَتُه، الْعُلْيَا على الشِّركِ وأهلِه، الغالبةُ) [4670] ((جامع البيان)) (5/326). .
- قَولُه تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [الفتح: 4] .
(يقولُ تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ أي: جعل الطُّمَأنينةَ. قاله ابنُ عبَّاسٍ، وعنه: الرَّحمةُ. وقال قتادةُ: الوقارُ في قُلوبِ المؤمنين. وهم الصَّحابةُ يومَ الحُدَيبيةِ، الذين استجابوا للهِ ولرَسولِه، وانقادوا لحُكمِ اللهِ ورَسولِه، فلمَّا اطمأنَّت قلوبُهم لذلك واستقَرَّت، زادهم إيمانًا مع إيمانِهم) [4671] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (7/328). .
- قولُه تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 18] .
(وقَولُه: فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ أي: من الصِّدقِ والوفاءِ، والسَّمعِ والطَّاعةِ، فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ: وهي الطُّمَأنينةُ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وهو ما أجرى اللهُ على أيديهم من الصُّلحِ بينهم وبَينَ أعدائِهم، وما حصل بذلك من الخيرِ العامِّ المستَمِرِّ المتَّصِلِ بفتحِ خَيبَرَ، وفتحِ مكَّةَ، ثمَّ فتحِ سائِرِ البلادِ والأقاليمِ عليهم، وما حصل لهم من العِزِّ والنَّصرِ والرِّفعةِ في الدُّنيا والآخرةِ؛ ولهذا قال: وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [الفتح: 18] ) [4672] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (7/340). .
- قولُه تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ [الفتح: 26] .
(فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ أي: الطُّمَأنينةَ والوَقارَ. عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وقيل: ثبَّتهم على الرِّضا والتَّسليمِ، ولم يُدخِلْ قُلوبَهم ما أدخل قُلوبَ أولئك من الحَمِيَّةِ) [4673] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (16/288). .

انظر أيضا: