موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- السَّكينةُ في أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (تعَلَّموا العِلمَ، وعَلِّموه النَّاسَ، وتعَلَّموا له الوَقارَ والسَّكينةَ) [4686] رواه البيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (629). قال البيهقيُّ: هذا هو الصَّحيحُ عن عُمَرَ من قَولِه، ورُويَ عن أبي هُرَيرةَ مرفوعًا، وهو ضعيفٌ. .
-وقال ابنُ مَسعودٍ: (السَّكينةُ مَغنَمٌ وتَرْكُها مَغْرَمٌ) [4687] أخرجه أبو داود في ((الزهد)) (153)، والمروزي في ((البر والصلة)) (299)، والطبراني (9/207) (8911). .
-وقال مالِكٌ: (حَقٌّ على من طَلَب العِلمَ أن يكونَ له وَقارٌ وسَكينةٌ وخشيةٌ) [4688] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (6/320). .
-وقال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: (المؤمِنُ مُفَكِّرٌ مُذَكرٌ مُزدَجَرٌ؛ تفَكَّرَ فعَلَتْه السَّكينةُ، وتذَكَّر فوصَل القُربةَ، وازدَجَر فبايَنَ الحَوبةَ) [4689] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/68). .
-وقال أبو إدريسَ الخَوْلانيُّ: (ما تقَلَّد امرؤٌ قِلادةً أفضَلَ من سكينةٍ، وما زاد اللهُ عبدًا قَطُّ فِقهًا إلَّا زاده اللهُ قَصدًا) [4690] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/68). .
-وقال حمزةُ النَّيسابوريُّ: (إنَّ صاحِبَ الدِّينِ يُفَكِّرُ فعَلَتْه السَّكينةُ، ورَضِيَ فلم يهتَمَّ، وخلَّى الدُّنيا فنجا من الشَّرِّ، وانفرد فكُفِيَ، وترك الشَّهَواتِ فصار حُرًّا، وتَرَك الحسَدَ فظَهَرت له المحبَّةُ، وسَلَب نَفسَه عن كُلِّ فانٍ فاستكملَ العَقلَ) [4691] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/14). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (السَّكينةُ إذا نزلت على القَلبِ اطمأَنَّ بها، وسكَنَت إليها الجوارحُ وخَشَعت، واكتَسَبت الوَقارَ، وأنطَقَت اللِّسانَ بالصَّوابِ والحِكمةِ، وحالت بينه وبَينَ قولِ الخَنَا والفُحشِ، واللَّغوِ والهُجرِ وكُلِّ باطلٍ. وفي صِفةِ رَسولِ اللهِ في الكُتُبِ المتقَدِّمةِ: إني باعِثٌ نَبيًّا أُمِّيًّا، ليس بفَظٍّ ولا غليظٍ، ولا صخَّابٍ في الأسواقِ، ولا مُتزَيِّنٍ بالفُحشِ، ولا قَوَّالٍ للخَنَا. أسَدِّدُه لكلِّ جميلٍ، وأهَبُ له كُلَّ خُلُقٍ كريمٍ، ثمَّ أجعَلُ السَّكينةَ لِباسَه، والبِرَّ شِعارَه، والتَّقوى ضَميرَه، والحِكمةَ مَعقولَه، والصِّدقَ والوفاءَ طبيعتَه، والعَفوَ والمعروفَ خُلُقَه، والعَدلَ سِيرتَه، والحَقَّ شريعتَه، والهُدى إمامَه، والإسلامَ مِلَّتَه، وأحمدَ اسمَه) [4692] ((مدارج السالكين)) (2/504). .
-وذكَر بكر أبو زيد آدابَ طالِبِ العِلمِ في نفسِه، ومنها: (التحَلِّي بـرَونَقِ العِلمِ: حُسنِ السَّمتِ، والهَديِ الصَّالحِ من دوامِ السَّكينةِ والوَقارِ، والخُشوعِ والتَّواضُعِ، ولُزومِ المحَجَّةِ، بعِمارةِ الظَّاهِرِ والباطِنِ، والتَّخَلِّي عن نواقِضِها) [4693] ((حلية طالب العلم)) (ص: 148). .
- وقال عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ: (السَّكينةُ من تمامِ نِعمةِ اللهِ على العبدِ في أوقاتِ الشَّدائِدِ والمخاوِفِ التي تطيشُ بها الأفئدةُ، وأنَّها تكونُ على حَسَبِ معرفةِ العَبدِ برَبِّه، وثِقَتِه بوَعدِه الصَّادقِ، وبحَسَبِ إيمانِه وشجاعتِه) [4694] يُنظَر: ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 337). .

انظر أيضا: