موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ السَّكينةِ


للتحَلِّي بهذه الصِّفةِ فوائِدُ وآثارٌ طَيِّبةٌ، تخُصُّ الفردَ المتحَلِّيَ بها، وتعُمُّ المجتَمَعَ من حَولِه.
قال ابنُ عُثَيمين: (السَّكينةُ هي: عدَمُ الحركةِ الكثيرةِ، وعدَمُ الطَّيشِ، بل يكونُ ساكنًا في قلبِه، وفي جوارحِه، وفي مقالِه، ولا شَكَّ أنَّ هذين الوصفينِ -الوقارُ والسَّكينةُ- من خيرِ الخصالِ التي يمُنُّ اللهُ بها على العبدِ؛ لأنَّ ضِدَّ ذلك: أن يكونَ الإنسانُ لا شخصيَّةَ له ولا هيبةَ له، وليس وقورًا ذا هيبةٍ، بل هو مَهِينٌ، قد وضَع نفسَه ونزَّلها، وكذلك السَّكينةُ ضِدُّها أن يكونَ الإنسانُ كثيرَ الحرَكاتِ، كثيرَ التَّلفُّتِ، لا يُــرى عليه أثَرُ سكينةِ قَلبِه، ولا قولِه ولا فِعلِه، فإذا مَنَّ اللهُ على العبدِ بذلك فإنَّه ينالُ بذلك خُلُقينِ كريمينِ) [4695] ((شرح رياض الصالحين)) (4/90). .
ومن فوائِدِ السَّكينةِ ما يلي:
1- السَّكينةُ رداءٌ يَنزِلُ فيُثَبِّتُ القلوبَ الطَّائرةَ، ويُهَدِّئُ الانفعالاتِ الثَّائرةَ.
2- أنَّ المتحَلِّيَ بها يمتَثِلُ لأمرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((السَّكينةَ السَّكينةَ)) [4696] رواه مسلم (1218) مطوَّلًا من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
3- متى نزَلَت على العبدِ السَّكينةُ استقام، وصلحَت أحوالُه، وصلَح بالُه، وإذا ترحَّلت عنه السَّكينةُ ترحَّل عنه السُّرورُ والأمنُ والدَّعَةُ والرَّاحةُ وطِيبُ العَيشِ، فمن أعظَمِ نِعَمِ اللهِ على عبدِه تـنَـُّزلُ السَّكينةِ عليه، ومن أعظَمِ أسبابِها: الرِّضا عنه [4697] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/207). .
4- المتحَلِّي بالسَّكينةِ يخشَعُ في صلاتِه.
5- السَّكينةُ علامةٌ من علاماتِ رِضا اللهِ عزَّ وجَلَّ.
6- أنَّ من ثمارِها محبَّةَ اللهِ للعبدِ، ومِن ثَمَّ محبةُ النَّاسِ له.
7- تجعَلُ العبدَ قادِرًا على تحمُّلِ المصيبةِ إذا نزلت.
8- تجعَلُ العبدَ قادِرًا على ضبطِ نفسِه عندَ الغَضَبِ.
9- تثبيتُ القلوبِ وتسكينُ النُّفوسِ وَقتَ الشَّدائِدِ.
10- الرِّضا بالمقسومِ، وحصولُ القناعةِ به.
11- حُسنُ التَّصرُّفِ في المواقِفِ الصَّعبةِ.
12- تُنطِقُ اللِّسانَ بالصَّوابِ والحِكمةِ.
13- تحولُ بَينَ اللِّسانِ وبَينَ قولِ الفُحشِ، واللَّغوِ وكُلِّ باطلٍ وقبيحٍ.

انظر أيضا: