موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن القرآنِ الكريمِ


1- قولُه تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيْهِ [طه: 131] ، أمَره ألَّا يتشوَّفَ إلى مَتاعِ الدُّنيا، أي: لا تنظُرْ إلى هؤلاء المُترَفينَ، وما هم فيه مِن النِّعمِ، فإنَّما هو زهرةٌ زائِلةٌ ونِعمةٌ حائِلةٌ؛ لنختبِرَهم بذلك [4395] يُنظر: ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (5/ 326). .
2- وقولُه تعالى: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء: 32] ، (ولا تشتَهوا ما فضَّل اللهُ به بعضَكم على بعضٍ) [4396] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (6/ 663). .
3- قولُه: يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ [البقرة: 273] ؛ لأنَّهم أغنياءُ النُّفوسِ، يتعفَّفونَ عمَّا في أيدي النَّاسِ، ويزهَدونَ فيه، فيُظَنُّونَ أغنياءَ بكثرةِ العَرَضِ [4397] يُنظر: ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (3/ 177). .
4- قولُه: فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ [الكهف: 40] ، (فعسى ربِّي أن يرزُقَني خيرًا مِن بُستانِك هذا) [4398] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (15/ 265). ، قيل: كان زاهِدًا في الدُّنيا، راغِبًا في الآخِرةِ [4399] يُنظر: ((التفسير البسيط)) للواحدي (14/ 7). .
5- قولُه تعالى: قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سبأ: 47] ، أي: قُلْ -يا رسولَ اللهِ- لمُشرِكي قومِك: إن سألْتُكم أجرًا فهو لكم؛ فلا أريدُ منكم أجرًا على تبليغي رسالةَ اللهِ إليكم، ولا تظنُّوا أنِّي أدعوكم إلى الإيمانِ باللهِ وطاعتِه، وأُنذِرُكم عذابَه لآخُذَ شيئًا مِن أموالِكم إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ، أي: ما أجري على تبليغِكم رسالةَ اللهِ إلَّا على اللهِ وَحدَه [4400] ((التفسير المحرر - الدرر السَّنية)) (26/ 242). .
 وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ الدُّعاةَ إلى اللهِ ينبغي لهم أن يتنزَّهوا عن الطَّمعِ في النَّاسِ جُهدَهم، ولو اضطُرُّوا إلى ذلك؛ إذ لا يقعُ النَّفعُ العامُّ على أيديهم إلَّا بَعدَ الزُّهدِ التَّامِّ، والتَّعفُّفِ التَّامِّ عمَّا في أيدي النَّاسِ، فإذا تحقَّقوا بهذا الأمرِ جعَلهم اللهُ حُجَّةً، يَدمَغُ بهم على الباطِلِ [4401] ((البحر المديد)) لابن عجيبة (4/ 507). .
6- وقال تعالى: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة: 197] ، عن ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما قال: (كان أهلُ اليَمنِ يحُجُّونَ ولا يتزوَّدونَ، ويقولون: نحن المُتوكِّلونَ، فإذا قدِموا مكَّةَ سألوا النَّاسَ، فأنزَل اللهُ تعالى: وَتَزوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة: 197] ) [4402] رواه البخاري (1523). ، أي: تزوَّدوا مِن أقواتِكم بما يُعينُكم على الوُصولِ للبيتِ الحرامِ، وأداءِ مناسِكِ الحجِّ؛ فإنَّ في التَّزوُّدِ استِغناءً عن المخلوقينَ، وإعانةً للمُحتاجينَ. ولمَّا أمَرهم اللهُ عزَّ وجلَّ بأخذِ الزَّادِ الدُّنيويِّ غذاءً لأجسادِهم أرشَدهم إلى الزَّادِ الأخرَويِّ الموصِلِ لدارِ النَّعيمِ الأبَديِّ، غذاءً لقُلوبِهم، وهو استِصحابُ التَّقوى؛ بامتِثالِ أوامِرِه، واجتِنابِ نواهيه [4403] ((التفسير المحرر - الدرر السَّنية)) (1/567). .
وقال البِقاعيُّ: (وَتَزَوَّدُوا أي: التَّقوى لمعادِكم، الحامِلةَ على التَّزوُّدِ الحِسِّيِّ لمعاشِكم، الحامِلِ على الزُّهدِ فيما في أيدي النَّاسِ، والمواساةِ لمُحتاجِهم، الواقِيةَ للعبدِ مِن عذابِ اللهِ) [4404] ((نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)) (3/ 144). .

انظر أيضا: