موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من الحَياءِ في الأُمَمِ السَّابقةِ


حَياءُ امرأةٍ صالحةٍ:
قال تعالى: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [القصص: 25] .
أي: فجاءت إحدى المرأتينِ إلى موسى، وهي تمشي مُستحيةً مُستَتِرةً، غيرَ مُتبَختِرةٍ ولا مُبديةٍ زِينةً، وقالت لموسى عليه السَّلامُ: إنَّ أبي يدعوك ليكافِئَك على سَقْيِك لنا الغَنَمَ.
قال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: (فأقبَلَت إليه ليست بسَلْفَعٍ [3946] السَّلْفَعُ: السَّليطةُ الجريئةُ. يُنظَر ((لسان العرب)) لابن منظور (8/161). من النِّساءِ، لا خرَّاجةٍ ولا ولَّاجةٍ، واضِعةً ثوبَها على وَجْهِها) [3947] رواه ابن أبي شيبة (32503) واللفظ له، والطبري في ((جامع البيان)) (19/559)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (17559). صحَّح إسنادَه ابنُ كثير في ((التفسير)) (6/238). .
حَياءُ العَرَبِ في الجاهِليَّةِ:
كان أهلُ الجاهليَّةِ يتحَرَّجون من بعضِ القبائحِ بدافِعِ الحَياءِ، فها هو هِرَقلُ يسألُ أبا سفيانَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيقولُ أبو سفيانَ: (فواللهِ لولا الحَياءُ من أن يَأثُروا علَيَّ كَذِبًا لكذَبْتُ عنه) [3948] رواه البخاري (7) مطوَّلًا. . فمنَعَه الحَياءُ من الافتراءِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لئلَّا يوصَفَ بالكَذِبِ، ويُشاعَ عنه ذلك [3949] يُنظَر ((الأخلاق الإسلامية ودورها في بناء المجتمع)) لجمال نصار (ص: 244). .
قال عَنترةُ:
وأغُضُّ طَرْفي إن بدَتْ لي جارتي
حتَّى يواريَ جارتي مأواها [3950] ((ديوان عنترة)) (308).

انظر أيضا: