موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ الحِلمِ


الحِلمُ خُلقٌ محمودٌ، بل مندوبٌ إليه، لكن ليس ذلك على إطلاقِه؛ فالانتِقامُ والانتِصارُ مِن أعداءِ الدِّينِ مأمورٌ به أيضًا، وفي الحديثِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائِشةَ رضِي اللهُ عنها: ((ما انتقَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَفسِه في شيءٍ قطُّ إلَّا أن تُنتهَكَ حُرمةُ اللهِ، فينتقِمَ للهِ بها)) [3819] أخرجه البخاري (3560) ومسلم (2327). وأيضًا، فاستِعمالُ العَفوِ والحِلمِ وخَفضِ الجناحِ يكونُ معَ المُؤمِنينَ، والغِلظةُ تكونُ معَ الأعداءِ، قال اللهُ تعالى: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29] ، وقال: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54] ، قال الشَّاعِرُ:
حليمٌ إذا ما الحِلمُ زيَّن أهلَه
معَ الحِلمِ في عَينِ العَدوِّ مَهيبُ
وقال أبو الطَّيِّبِ:
فوَضعُ النَّدى في مَوضِعِ السَّيفِ بالعُلا
مُضِرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَّدى [3820]  يُنظر: ((الكاشف عن حقائق السنن)) للطيبي (10/ 3222).

انظر أيضا: