موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الحِلمِ وبعضِ الصِّفاتِ


- الفَرقُ بَينَ الحِلمِ والصَّبرِ:
أنَّ الحِلمَ هو: الإمهالُ بتأخيرِ العِقابِ المُستحَقِّ...، ولا يصِحُّ الحِلمُ إلَّا ممَّن يقدِرُ على العُقوبةِ، وما يجري مَجراها...، والصَّبرُ: حَبسُ النَّفسِ لمُصادَفةِ المكروهِ، وصبَر الرَّجلُ: حبَس نَفسَه عن إظهارِ الجَزَعِ [3664] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 199). .
- الفَرقُ بَينَ الحِلمِ والوَقارِ:
الوَقارُ: هو الهُدوءُ وسُكونُ الأطرافِ وقلَّةُ الحركةِ في المَجلِسِ، ويقَعُ أيضًا على مُفارَقةِ الطَّيشِ عندَ الغَضبِ، مأخوذٌ مِن الوِقْرِ، وهو: الحِمْلُ [3665] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 575). ، فيشترِكُ الوَقارُ في بعضِ معانيه معَ الحِلمِ.
- الفَرقُ بَينَ الحِلمِ والإمهالِ:
أنَّ كُلَّ حِلمٍ إمهالٌ، وليس كُلُّ إمهالٍ حِلمًا؛ لأنَّ اللهَ تعالى لو أمهَل مَن أخَذه لم يكنْ هذا الإمهالُ حِلمًا [3666] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 197). .
- الفَرقُ بَينَ الحِلمِ والأناةِ والرِّفقِ:
الحِلمُ والأناةُ والرِّفقُ مُتقارِبةٌ في المعنى، لكنْ بَينَها فَرقٌ لطيفٌ؛ فالحِلمُ: أن يملِكَ الإنسانُ نَفسَه عندَ الغَضبِ، فإذا حصَل غَضبٌ وهو قادِرٌ على العِقابِ فإنَّه يحلُمُ ولا يُعاقِبُ، والحِلمُ يشتمِلُ على المعرفةِ والصَّبرِ والأناةِ والتَّثبُّتِ.
وأمَّا الأناةُ: فهي التَّأني في الأمورِ وعَدمُ العَجلةِ، وألَّا يأخُذَ الإنسانُ الأمورَ بظاهِرِها، فيتعجَّلَ ويحكُمَ على الشَّيءِ قَبلَ أن يتأنَّى فيه وينظُرَ.
وقيل: الحِلمُ في مُقابَلتِه لغَيرِه، والأناةُ في احتِمالِ نَفسِه [3667] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (4/ 30). .
وأمَّا الرِّفقُ: فهو مُعامَلةُ النَّاسِ بالرِّفقِ والهَونِ، حتَّى وإن استحَقُّوا ما يستحِقُّونَ مِن العُقوبةِ والنَّكالِ، فإنَّه يرفُقُ بهم [3668] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 208)، ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/573). .

انظر أيضا: