موسوعة التفسير

سورةُ التَّغابُنِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (التَّغابُنِ) [1] سُمِّيَت سورةَ التَّغابُنِ؛ لوُقوعِ لَفظِ التَّغابُنِ فيها -ولم يَقَعْ في غيرِها مِنَ القُرآنِ- في قَولِه فيها: ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ [التغابن: 9] ، ولا تُعرَفُ بغيرِ هذا الاسمِ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/467)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/258). قال ابن كثير: (هذه السُّورةُ هي آخرُ المُسبِّحاتِ). ((تفسير ابن كثير)) (8/135). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ التَّغابُنِ مُختَلَفٌ في كَونِها مَدَنيَّةً، أو مَكِّيَّةً، أو مكِّيَّةً مدَنيَّةً [2] قال السمعاني: (هي مَدَنيَّةٌ في قولِ الأكْثَرينَ). ((تفسير السمعاني)) (5/448). وكذا قال القرطبيُّ، ونسبَ ابنُ الجَوزيِّ وابنُ عاشورٍ هذا القولَ إلى الجُمهورِ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/291)، ((تفسير القرطبي)) (18/131)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/258). وممَّن اختار أنَّها مكِّيَّةٌ: الرَّازيُّ، والقاسميُّ. يُنظر: ((تفسير الرازي)) (30/551)، ((تفسير القاسمي)) (9/242). وقيل: مِن قَولِه عزَّ وجَلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن: 14] إلى آخِرِ السُّورةِ مَدَنيٌّ. وممَّن اختاره: الزَّجَّاجُ، والثعلبي، والفيروزابادي. يُنظر: ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/179)، ((تفسير الثعلبي)) (9/325)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/467). وقال مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ: (مدَنيَّةٌ، وفيها مكِّيٌّ). ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/367). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ السُّورةِ:
بَيانُ حَقيقةِ التَّغابُنِ وأسبابِه وعَواقِبِه، كما تُرشِدُ إلى طريقِ الفَوزِ والفَلاحِ [3] يُنظر: ((التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم)) (7/186، 189). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- تسبيحُ المخلوقاتِ للهِ تعالى، وأنَّ المُلْكَ للهِ وَحْدَه، وأنَّه الحقيقُ بإفرادِه بالحَمْدِ، وبيانُ ألوانٍ مِن مَظاهِرِ قُدرتِه، وسَعةِ عِلمِه، ومِنَنِه على خَلْقِه.
2- إنذارُ المُشرِكينَ بذِكرِ ما حَلَّ بمَن قَبْلَهم مِن الأُمَمِ، مع بيانِ السَّبَبِ فيما نالهم مِن ذلك.
3- الرَّدُّ على المشركينَ الَّذين زَعَموا أنَّهم لن يُبعَثوا.
4- المقابَلةُ بيْنَ حُسنِ عاقبةِ المؤمنينَ، وسُوءِ عاقبةِ الكافِرينَ.
5- بيانُ أنَّ كُلَّ شَيءٍ يَقَعُ في هذا الكَونِ هو بقَضاءِ اللهِ وقَدَرِه.
6- تحريضُ المؤمنينَ على طاعةِ اللهِ تعالى ورَسولِه.
7- الإخبارُ بأنَّ مِن الأزواجِ والأولادِ أعداءً للمَرءِ، وأنَّ الأموالَ والأولادَ فِتنةٌ.
8- الحَثُّ على التَّقْوى والإنفاقِ في سبيلِ اللهِ تعالى.