موسوعة الفرق

المَطلَبُ الأوَّلُ: وَسَطيَّةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ بَينَ الفِرَقِ التي تنتَسِبُ إلى الإسلامِ في مسائلِ أسماءِ اللهِ تعالى وصفاتِه


مسائِلُ الأسماءِ والصِّفاتِ من أهَمِّ مسائِلِ العقيدةِ ومِن أكثَرِها مجالًا لخلافاتِ النَّاسِ، وقد كانت من أسهَلِ الموضوعاتِ وأقَلِّها إشكالًا في زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه رَضِيَ اللهُ عنهم؛ فلم يبحثوها، ولم يسألوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنها؛ لعِلْمِهم التَّامِّ ولعُقولِهم الرَّاجِحةِ، ومَعرفتِهم أنَّ الكلامَ في صفاتِ اللهِ سُبحانَه فَرعٌ عن الكلامِ في ذاتِه تعالى، فكما يُثبِتون للهِ سُبحانَه ذاتًا لا تماثِلُ ذواتِ المخلوقين، كذلك يُثبِتون للهِ سُبحانَه صفاتٍ لا تماثِلُ صفاتِ خَلقِه.
وتظهَرُ وَسَطيَّةُ أهلِ السُّنَّةِ في بابِ الأسماءِ والصِّفاتِ بمقارَنةِ عقيدتِهم بعقائِدِ أهلِ الأهواءِ والبِدَعِ؛ فمَثَلًا أهلُ التَّعطيلِ من الجَهميَّةِ قد نَفَوا عن اللهِ تعالى اتِّصافَه بالأسماءِ أو بالصِّفاتِ بحُجَّةِ تنزيهِ اللهِ تعالى عن التَّشبيهِ.
وأمَّا المُعتَزِلةُ فأثبتوا أسماءَ اللهِ تعالى ونَفَوا صفاتِه، وأنكروا أن تدُلَّ الأسماءُ الحُسنى على معانٍ ومدلولاتٍ، وأرجعوا الصِّفاتِ إلى الذَّاتِ، فقالوا: سميعٌ بذاتِه عليمٌ بذاتِه... إلخ.
وأمَّا الأشاعِرةُ فقد أثبتوا الأسماءَ وبعضَ الصِّفاتِ، ثمَّ أوَّلوا أو نَفَوا بعضَها الآخَرَ أو أرجَعوها إلى صِفتَيِ الإرادةِ والمشيئةِ [120] يُنظر: ((قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر)) للقنوجي (ص: 66)، ((شرح العقيدة الواسطية)) للعثيمين (2/ 65 - 67)، ((وسطية أهل السنة بين الفرق)) لمحمد باكريم (ص: 305 - 330). .

انظر أيضا: