موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّالِثُ: وَسَطيَّةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ بَينَ الأُمَمِ الكافِرةِ في عبادةِ اللهِ تعالى


اليهودُ قُلوبُهم قاسيةٌ؛ فهم مِن أبعَدِ النَّاسِ عن عبادةِ اللهِ تعالى، وهم أهلُ عِلمٍ لكِنَّهم فَرَّطوا في العَمَلِ به، وصاروا أحرَصَ النَّاسِ على اتِّباعِ الشَّهَواتِ.
قال اللهُ تعالى عن اليهود: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ [البقرة: 96] .
وأمَّا النَّصارى فغَلَوا في العبادةِ حتَّى خرَجوا عن منهَجِ اللهِ تعالى، فحَرَّموا على أنفُسِهم ما أحَلَّ لهم، وابتَدَعوا رهبانيَّةً لم يستَطيعوا القيامَ بها، كما قال تعالى عن النَّصارى: وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد: 27] .
قال ابنُ تيميَّةَ في بيانِ معنى هذه الآيةِ: (لم نكتُبْ عليهم الرَّهبانيَّةَ، بل هم ابتَدَعوها، ومع ابتِداعِهم إيَّاها فما رَعَوها حقَّ رعايتِها، وكُلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ، فهم مذمومون على ابتِداعِ الرَّهبانيَّةِ وعلى أنَّهم لم يَرْعَوها حقَّ رعايتِها) [119] ((الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)) (3/ 169). .

انظر أيضا: