موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تذكيرُ المضافِ وتأنيثُه بتذكيرِ المُضافِ إليه وتأنيِثه


الأصلُ في المُضافِ أن يحتَفِظَ بتذكيرِه أو تأنيثِه، كما كان قبل الإضافةِ؛ إذ لا يتغَيَّرُ بالإضافةِ شيءٌ إلَّا حَذْفُ التنوينِ. تَقولُ: غلامٌ، وبعْد الإضافة: غلامُ زيدٍ، وكذلك حذفُ النُّون القائِمةِ مَقامَ التنوينِ، وهي نون المُثَنَّى وجمعِ المُذَكَّر. تَقولُ: مُسْلِمُو أوربَّا، وصاحبَا عمْرٍو.
فإذا كان المضافُ مُذَكَّرًا والمُضافُ إليه مُؤَنَّثًا أو العَكس، فلذلك حالتانِ:
1- أن يَصِحَّ حَذفُ المضافِ وإسنادُ الفِعْلِ إلى المُضافِ إليه، فهنا يجوزُ أن يكتَسِبَ المضافُ تذكيرَ أو تأنيثَ المُضافِ إليه؛ فمن ذلك قَولُه تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56] ؛ فالرَّحمةُ مُؤَنَّثةٌ، واسمُ الجَلالةِ مُذَكَّرٌ، فاكتسبت تذكيرَه؛ ولذا جاء خَبَرُها مُذَكَّرًا "قريب"؛ إذ يَصِحُّ حَذفُ المضافِ هنا وإسنادُ الخَبَر إلى المُضافِ إليه؛ فتَقولُ: إنَّ اللهَ قريبٌ من المحسِنينَ.
ومِثلُه قَولُ الشَّاعِرِ:
مَشَينَ كما اهتَزَّت رِماحٌ تسفَّهت
أعاليَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ
فقال: تسفَّهت بالتأنيثِ، مع أنَّ الفِعْل مُسنَدٌ إلى "مَرَّ" وهو مُذَكَّر، غيرَ أنَّه لَمَّا جاز حَذفُه تأنَّث الفِعْلُ بتأنيث المُضافِ إليه، وهي الرِّياحُ.
2- ألَّا يَصِحَّ حَذفُ المضافِ وإقامةُ المُضافِ إليه مَقامَه، فلا يجوزُ اكتِسابِ تَذكيرِ أو تأنيثِ المُضافِ إليه هنا؛ فلا يَصِحُّ أن يقالَ: قامت غلامُ هِندٍ؛ إذ لو حذَفْنا المضافَ لتغيَّر المعنى وصارت هِندٌ القائمةَ لا غُلامُها يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/ 237)، ((شرح ألفية ابن مالك)) للأشموني (2/ 136). .

انظر أيضا: