موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالثُ: الطِّباقُ الخَفيُّ:


يَلحَقُ بالمُطابَقةِ نوعٌ لَطيفٌ منها يُسمَّى بالطِّباقِ الخَفيِّ، وهُو الجمْعُ بينَ مَعنيَينِ يَتعلَّقُ أحدُهما بما يُقابِلُ الآخَرَ نوعَ تَعلُّقٍ، كقَولِه تعالى: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا [نوح: 25] ؛ فإنَّ إدْخالَ النَّارِ مُستلزِمٌ للإحْراقِ، والإحْراقُ ضِدُّ الإغْراقِ، أو لأنَّ الإغْراقَ مِن صِفاتِ الماءِ، فجمَع بينَ الماءِ والنَّارِ.
وقولِه تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29] ؛ فإنَّ الشِّدَّةَ ليست ضِدَّ الرَّحمةِ، ولكنَّ الرَّحمةَ مُسبَّبةٌ عنِ اللِّينِ الَّذي هو ضِدُّ الشِّدَّةِ.
وقولِه تعالى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ [القصص: 73] ؛ فإنَّ ابْتِغاءَ الفَضْلِ وإنْ لم يكنْ مُقابِلًا للسُّكونِ فهو يَستلزِمُ الحَركةَ المُضادَّةَ للسُّكونِ [374] ينظر: ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم (2/42). .

انظر أيضا: